عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٣٨
أن أحدكم بين نعمة من بارئه وبين ذنب عمله وما يصلح هاتين الحالتين إلا الحمد للمنعم والاستغفار من الذنب وقال كم من دهر ذممتموه فلما صرتم إلى غيره حمدتموه وكم من أمر أبغضت أوائله وبكي عند أواخره عليه وقال المتعبد بغير معرفة كحمار الطاحون يدور ولا يبرح ولا يدري ما هو فاعل وقال فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها وقال إعطاء الفاجر تقوية له على فجوره والصنيعة عند الكفور إضاعة للنعمة وتعليم الجاهل ازدياد في الجهل ومسألة اللئيم إهانة للعرض وقال إني لأعجب ممن يحتمي من المآكل الرديئة مخافة الضرر ولا يدع الذنوب مخافة الآخرة وقال أكثروا من الصمت فإنه سلامة من المقت واستعملوا الصدق فإنه زين النطق وقيل له صف لنا الدنيا فقال أمس أجل واليوم عمل وغدا أمل وقال المشفق عليكم يسيء الظن بكم والزاري عليكم كثير العتب لكم وذو البغضاء لكم قليل النصحية لكم وقال سبيل من له دين ومروءة أن يبذل لصديقه نفسه وماله ولمن يعرفه طلاقة وجهه وحسن محضره ولعدوه العدل وأن يتصاون عن كل حال يعيب أيلق ويقال له أيلة قال سليمان بن حسان المعروف بابن جلجل إن هذا أول حكيم تكلم في الطب ببلد الروم والفرس وهو أول من استنبط كتاب الإغريقي لهيامس الملك وتكلم في الطب وقاسه وعمل به وكان بعد موسى عليه الصلاة والسلام في زمان بذاق الحاكم وله أثار عظيمة وأخبار شنيعة وهو يعد في كثرة العجائب كأسقليبيوس
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»