عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٣٣
تلميذ يعرف بأسقليبيوس وكان مسكنه بأرض الشام رجع الكلام إلى ذكر أسقليبيوس وبلغ من أمر أسقليبيوس أن أبرأ المرضى الذين يئس الناس من برئهم ولما شاهده الناس من أفعاله ظن العامة أنه يحيي الموتى وأنشد فيه شعراء اليونانيين الأشعار العجيبة وضمنوها أنه يحيي الموتى ويرد كل من مات إلى الدنيا وزعموا أن الله تعالى رفعه إليه تكرمة له وإجلالا وصيره في عديد الملائكة ويقال أنه إدريس عليه السلام وقال يحيى النحوي إن أسقليبيوس عاش تسعين سنة منها صبي وقبل أن تفتتح له القوة الإلهية خمسين سنة وعالم معلم أربعين سنة وخلف ابنين ماهرين في صناعة الطب وعهد إليهما أن لا يعلما الطب إلا لأولادهما وأهل بيته وأن لا يدخلا في صناعة الطب غريبا وعهد إلى من يأتي بعده كذلك وأمرهم بأمرين أحدهما أن يسكنوا وسط المعمور من أرض اليونانيين وذلك في ثلاث جزائر منها قو جزيرة أبقراط والثاني أن لا تخرج صناعة الطب إلى الغرباء بل يعلمها الآباء الأبناء وكان ابنا أسقليبيوس مع أغاممنون لما سار لفتح طرياس وكان يكرمهما غاية الكرامة ويشرفهما لعلو محلهما في العلم ومن خط ثابت بن قرة الحراني لما ذكر البقارطة قال ويقال إنه كان في جميع أقاليم الأرض لأسقليبيوس اثنا عشر ألف تلميذ وإنه كان يعلم الطب مشافهة وكان آل أسقليبيوس يتوارثون صناعة الطب إلى أن تضعضع الأمر في صناعة الطب على زمن بقراط ورأى أن أهل بيته وشيعته قد قلوا ولم يأمن أن تنقرض الصناعة فابتدأ في تأليف الكتب على جهة الإيجاز وقد ذكر جالينوس في تفسيره لكتاب إيمان أبقراط وعهده من أمر أسقليبيوس ما هذا نصه قال الذي تناهى إلينا من قصة أسقليبيوس قولان أحدهما لغز والآخر طبيعي أما اللغز فيذهب فيه إلى أنه قوة من قوى الله تبارك وتعالى واشتق لها هذا الاسم من فعلها وهو
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»