مع فصاحتكم؟ فقالوا: والله ما فيه أحد ينطق بالشعر إلا أمة لنا كبيرة السن، فقلت: جيئوني بها، فجاءت فاستنشدتها فأنشدتني لنفسها:
أيا رفقة من دير بصرى تحملت تؤم الحمى، ألقيت من رفقة رشدا إذا ما بلغتم سالمين، فبلغوا تحية من قد ظن أن لا يرى نجدا وقولوا: تركنا الصادري مكبلا بكل هوى من حبكم مضمرا وجدا فيا ليت شعري! هل أرى جانب الحمى، وقد أنبتت أجراعه بقلا جعدا؟
وهل أردن الدهر يوما وقيعه كأن الصبا تسدى، على متنع، بردا دير البلاص: بالصاد المهملة: بالصعيد قرب دمياط، والله أعلم.
دير بلاض: بالضاد المعجمة: من أعمال حلب مشرف على عم، فيه رهبان لهم مزارع، وهو دير قديم مشهور.
دير البلوط: قرية من أعمال الرملة، ينسب إليها عبد الله بن محمد بن الفرج بن القاسم أبو الحسن اللخمي الدير بلوطي المقري الضرير، قدم دمشق وحدث بها عن أبي زكرياء عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري سمعه ببيت المقدس، سمع منه أبو محمد بن صابر وذكر أنه سأله عن مولده فقال: في دير بلوط ضيعة من ضياع الرملة.
دير بني مرينا: بظاهر الحيرة، وكان من حديثه أن قيس بن سلمة بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار أغار على ذي القرنين المنذر بن النعمان ابن امرئ القيس بن عمرو بن عدي فهزمه حتى أدخله الخورنق ومعه ابناه قابوس وعمرو ولم يكن ولد له يومئذ المنذر بن المنذر، فجعل إذا غشيه قيس بن سلمة يقول: يا ليت هندا ولدت ثالثا! وهند عمة قيس وهي أم ولد المنذر، فمكث ذو القرنين حولا ثم أغار عليهم بذات الشقوق فأصاب منهم اثني عشر شابا من بني حجر بن عمرو كانوا يتصيدون وأفلت امرؤ القيس على فرس شقراء فطلبه القوم كلهم فلم يقدروا عليه، وقدم المنذر الحيرة بالفتية فحبسهم بالقصر الأبيض شهرين ثم أرسل إليهم أن يؤتى بهم فخشي أن لا يؤتى بهم حتى يؤخذوا من رسله، فأرسل إليهم أن اضربوا أعناقهم حيث ما أتاكم الرسول، فأتاهم الرسول وهم عند الجفر فضربوا أعناقهم به، فسمي جفر الاملاك، وهو موضع دير بني مرينا، فلذلك قال امرؤ القيس يرثيهم:
ألا يا عين بكي لي شنينا، وبكي لي الملوك الذاهبينا ملوك من بني حجر بن عمرو يساقون العشية يقتلونا فلو في يوم معركة أصيبوا، ولكن في ديار بني مرينا فلم تغسل جماجمهم بسدر، ولكن بالدماء مرملينا تظل الطير عاكفة عليهم، وتنتزع الحواجب والعيونا دير بولس: بنواحي الرملة نزله الفضل بن إسماعيل ابن صالح بن علي بن عبد الله بن علي بن العباس وقال فيه شعرا لم يسمه فيه، أوله:
عليك السلام الله يا دير من فتى بمهجته شوق إليك طويل