الأنساب - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٥٧٣
أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل القيراطي. قال أبو حاتم بن حبان: شيخ، كتبنا عنه ببغداد، يروي عن يوسف القطان، وبندار، يسرق الحديث ويقلبه، ولعله قد قلب أكثر من عشرة آلاف حديث، فيما خرج عن الشيوخ والأبواب، شهرته عند من كتب الحديث من أصحابنا تغني عن الاشتغال بما قلب من الاخبار، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وأبو بكر عبد الله بن محمد بن عمرو القيراطي الواعظ، قيل له القيراطي لأنه من ولد حماد بن قيراط، من أهل نيسابور، سمع الحسن بن عيسى، وإسحاق بن منصور، وأحمد بن حرب. روى عنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم النيسابوري، ومات في جمادى الأولى، سنة تسع وثلاثمائة.
القيرواني: بفتح القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء والواو وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القيروان، وهي بلدة بالمغرب عند أفريقية، والقيروان كلمة فارسية، وذلك أن قافلة من قريش أقبلت من مكة تريد أرض طليطلة، وهو ابن حام بن نوح، بعد الفيل، فنزلت بعض صحاريها، فقال القوم: كاروان آمد. يريدون أن يقطعوا عليها، فعرب كاروان، فقيل: القيروان. وقيل: القيروان بن مصر بن حام بن نوح. وقيل: بنى القيروان محمد بن الأشعث الخزاعي، وتحت لوائه عشرون ومائة قائد، ومن القيروان إلى طرابلس مائة فرسخ، ومنها إلى مصر ألف فرسخ، ومن مصر إلى مكة خمسمائة فرسخ، خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم قديما وحديثا، في كل فن، منهم:
عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن الحارث بن فهر بن مالك القيرواني، يقال: له صحبة. ولم يصح، شهد فتح مصر، واختط بها، وتولى الامرة على المغرب لمعاوية بن أبي سفيان، وليزيد بن معاوية، وهو الذي بني القيروان (1)، وأنزلها المسلمين. روي أن أباه كان مع هبار بن الأسود، حين نخس بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجرت. وروي أن أباه هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: " إن لقيتم نافعا وهبارا فاجعلوهما بين حزمتي حطب فأحرقوهما بالنار، ثم قال: " إن لقيتموهما فاقتلوهما، فإنه لا يعذب بعذاب الله " (2)، وروى عن معاوية بن أبي سفيان. روى عنه ابنه مرة، وعلي بن رباح. قتله البربر

(١) في ك: " قيروان أفريقية ".
(٢) أنظر الحديث: " باب يعذب بعذاب الله، من كتاب الجهاد. صحيح البخاري ٣ / ٧٥. وباب التحريق بالنار، من أبواب السير. عارضة الأحوذي ٧ / ٦٦.
وباب في كراهية حرق العدو بالنار، من كتاب الجهاد. سنن أبي داود ٢ / 50، 51. ومسند الإمام أحمد 2 / 307، 338، 453، 3 / 494.
(٥٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 568 569 570 571 572 573 574 575 576 577 578 ... » »»