أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٣ - الصفحة ٢٥٦
فكان يوسف قاضيا أيام المهدي ونحن بجرجان وكانت كتبه تأتينا إلى جرجان وهو على القضاء فنفر بينهما أبو يوسف فبعث إليه مرة بشراء قد اشتراه إلى يوسف فقال لي أبو يوسف انظر في هذا الشراء وقد أشهد فيه يوسف جماعة أصحابنا وسماهم على فقلت له ما أرى بأسا فقال هذا فاسد يكتب شراء باسمي وأنا غائب قال كأنهم يومئذ لم يكونوا نظروا هذا النظر.
كان يوسف قاضيا بمدينة السلام قال علي: وما أعلم أحدا بقي اليوم يعلم أن يوسف بن أبي يوسف كان قاضيا أيام المهدي غيري فلما استخلف موسى وقدم بغداد كان قاضيه أبو يوسف في جميع بغداد وعمر بن حبيب في الشرقية ولم بزل يوسف قاضيا حتى مات وكان أبا يوسف يسافر مع الرشيد ويوسف يقضي بمدينة السلام. والرشيد ولي أبا يوسف قضاء القضاة.
النبيذ الجمهوري وأخبرنا أبو بكر الحسن بن محمد بن أبي معشر قال: حدثني أبي قال لما أدخل أبو يوسف النبيذ الذي يقال له الجمهوري وهو الذي يطبخ حتى يذهب بثلثاه ثم يصب عليه الماء ثم يطبخ ثم ينزل قال أبي فكأن الناس قد أنكروا هذا على أبي يوسف وتكلموا فيه.
توبة زاهد من سب أبي يوسف قال وكان رجل من الزهاد يأتي مجلس أبي معشر فربما ذكر هذا من قول أبي يوسف فعابه وتكلم فيه. فحضر يوما مجلس أبي معشر يوسف بن أبي يوسف وتكلم. قال الشيخ قبل أن يجلس أبو معشر للحديث ثم جلس أبو معشر فأعاد الشيخ ذكر أبي يوسف قال يوسف وكان أعور وأقبل على الشيخ فقال يا هذا أتعرفني؟ قال: لا فقال فأنا ابن الشيخ الذي عبت منذ اليوم ونقصت فغفر الله لنا ولك فقال له الشيخ: لقد كنت أرى أن قولي هذا ديانة والله لا ذكرت أباك بعد يومي هذا بسوء أبدا فأقبل علي أبي معشر فقال لي يا بني هذا الأعور سيد.
شهادة ليوسف أخبرني إبراهيم بن عثمان قال: حدثني عبد الله بن عبد الكريم أبو
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»