أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٣ - الصفحة ٢٣٢
سجدة في: إذا السماء انشقت وحدثنا عمي قال حدثنا الليث بن سعد أن جبير بن نعيم كان يصلي بهم في قيام رمضان وأنه قرأ * (إذا السماء انشقت) * فسجد فيها.
ثم ولى عبد الرحمن بن سالم بن أبي سالم الجيشاني فلم يزل على القضاء إلى دخول المسودة فصرف عن القضاء واستعمل على الخراج ثم رد جبير بن نعيم فلم يزل قاضيا حتى صرف في سنة خمس وثلاثين ومائة.
سبب صرف بن سالم عن القضاء وكان سبب صرفه فيما ذكر ابن بكير أن رجلا من الجند قذف رجلا فخاصمه إليه وثبت عليه شاهدا واحدا فأمر بحبس الجندي إلى أن يثبت الرجل شاهدا آخر فأرسل أبو عون عبد الملك بن يزيد فأخرج الجندي من الحبس فاعتزل جبير وجلس في بيته وترك الحكم فأرسل إليه أبو عون فقال: لا حتى ترد الجندي إلى مكانه فلم يرد ولم يحل عزمه فقالوا: فأشر علينا برجل نوليه فقال: كاتبي غوث بن سليمان.
فولى غوث بن سليمان بن زياد بن نعيم الحضرمي فلم يزل قاضيا حتى خرج مع صالح بن علي إلى الرصافة سنة أربع وأربعين وقد روى عن غوث بن سليمان أحاديث وتأتي أخباره في ولايته الثانية.
ثم ولى أبو خزيمة إبراهيم بن زيد من حمير وسماء الحرث بن مسكين قال أبو خزيمة عبد الله بن ظريف يقال إن جرير بن خازم حدث عنه وكان من خيار المسلمين وكان سبب ولايته أن أبا عون شاور في رجل يوليه القضاء ويقال: بل صالح بن علي فأشير عليه بثلاثة نفر: حيوة بن شريح وأبي خزيمة وعبد الله بن عباس الغساني.
لم يقبل القضاء حتى بين السيف والنطع وكان أبو خزيمة يومئذ بالإسكندرية فاستحضر ثم أتى بهم إليه فكان أول من نوظر حيوة بن شريح فامتنع فدعى له بالسيف والنطع فلما رأى ذلك حيوة أخرج مفتاحا كان معه فقال هذا مفتاح بيتي ولقد أشتقت
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»