الحكم فقال: لأختبرن أبا خزيمة فوقف عليه فقال: يا أبا خزيمة احتجت إلى رسن لفرسي فقام أبو خزيمة إلى منزله فأخرج رسنا فباعه ثم جلس.
نكر صديقه في مجلس القضاء ويكرمه في منزله وأخبرني محمد بن أحمد التميمي عن علي بن الحسن عن عبد الرحمن بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد الله بن عبد الحكم يقول: كان أبو فرشة المرادي صديقا لأبي خزيمة فمر به ذات يوم فسلم عليه فلم يكن منه ما كان يعرف وكان أبو خرشنة قد خوصم إليه في جدار فاشتد ذلك على أبو خرشنة فشكى ذلك إلى بعض قرائبه فقال له: إن اليوم الاثنين أو الخميس وهو صائم فإذا صلى المغرب ادخل استأذن عليه ففعل أبو خرشنة قال فدخلت عليه وبين يديه ثريد عدس فسلم عليه فرد عليه كما كان يعرف وقال له: ما جاء بك فأخبره أبو خرشنة فقال ما كان ذلك إلا أن خصمك خفت أن يرى سلامي فيكسره ذلك عن بعض حجته قال أبو خرشنة: فإني أشهدك أن الجدار له.
يسكن في منزله شيء لجلوس الأمير فخرج إليه قال وحدثني بعض مشايخ البلد أن يزيد بن حاتم وهو يومئذ وإلى البلد جاء إلى أبي خزيمة في منزله فخرج إليه إلى باب داره وألفيت ليزيد بن حاتم صفة سرحة فجلس عليها حتى قضى حاجته ثم انصرف وكلم أبو خزيمة في ذلك فقال: لم يكن في منزلي شيء يجلس عليه فخرجت إليه.
ورع أبي خزيمة وقال أبو الطاهر أحمد بن عمر بن السرح: دفع بعض بني مسكين إلى أبي خزيمة في شيء من أمر حبسهم وقد كان بعض القضاة نظر فكان أبا خزيمة لم ير إنقاذ ذلك فكتب إليه: إذا نحن لم ننتفع بقول القضاة قبلك عندك كذلك لا ننتفع بقولك عند القضاة بعدك فأنفذ ذلك.