أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٣ - الصفحة ٢١٦
الأندلس حدثت عن خالد المدائني عن الليث بن سعد قال: ولى معاوية بن صالح قضاء الأندلس فكره ذاك وقعد في بيته فدخل عليه عبد الله بن أبي جعفر وعمرو بن الحرث فأمراه أن يقبل ذلك ويلي القضاء فإنه إن فعل ذلك وقضى بينهم بعدل لم يدرك أحد من الغزاة في البحر ولا مرابطي سواحله فضله.
فولي بعد فيهم: عمر بن شراحيل ومحمد بن حازم المعافري؛ قضاة على الأندلس.
حران ابن أبي عميرة أخبرني حماد بن إسحاق الموصلي قال: قرأت علي أبي أن مسلم بن مسلم حدثه أنه كان بحران فتى يقال له شراحيل وكان يغشى ابن أبي عميرة قاضي حران ويتحدث إليه وكان إلفا لكاتبه فقال شراحيل للكاتب عشية خميس: لو مضينا إلى كونتية فسمعنا فيها بقية يومنا وليلتنا ثم صرنا إلى منازلنا فلا يعلم القاضي ولا يفتقدنا إلى بعد الجمعة فخرجنا وكانت على ميلين من حران فدخلا وشربا وسمعا وتفقدهما القاضي في المغرب والعشاء والصبح فلما لم يرهما بعث إلى كاتبه فلم يأته واعتل عليه لما كان به فبعث إليه لا بد من أن تجيء لأمر من حضر فتحسي من الزيت وضمد صدغيه وخرج حتى دخل عليه فقال له القاضي: كأني بك وشراحيل قد صليتما العصر معي فقلتما نمضي إلى كونتيه نسمع من غنائها ولا يفتقدنا القاضي إلى بعد الجمعة فجعل يدفع ذاك فقال القاضي:
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»