عبد الله بن حسن فبعث إليه بعيسى بن موسى فقتله فما مضى لذلك أيام حتى جاء البريد بخروج إبراهيم بن عبد الله فدخلت إليه وأنا أريد أن أشير عليه أن يصير إلى الكوفة وأخبره بمثل أهل الكوفة إلى هذا البيت وذلك أنه لم يبق منبر إلا وقد دعى لإبراهيم عليه إلا منبر الكوفة ومنبر مدينة السلام فدخلت عليه في الغلس وهو قاعد على حصير إلى شقة مسورة عليها دراعة سوداء كدروانية وعمامة وسيف في محرابه وعليه قميص له قب ورداء سوسى قد صبغة بشيء من ورس فحانت مني النفاتة فإذا في جانب البيت منارة عليها قنديل عليه مكبة قال فملت إليه فإذا ابن عياش المتوف وإذا هيلانة جاريته فلما فرغ من سبحته التفت فنظر إلى هيلانة فقال: ما فكرتك بالخنا؟ فقالت يا أمير المؤمنين إن هاتين العروسين اللنين جاء بهما إسحاق الأزرق من الكوفة الميمنية والطلحية قد ساءت ظنونهما وخبثت أنفسهما إذ لم تدعهما فتنظر إليهما وتبسط من آمالهما فقال: أحسا بالخنا والله لا أطعم الطعام الطيب ولا أشرب الشراب البارد حتى أعلم: رأسي في يد إبراهيم أو رأس إبراهيم في يدي؟ فالتفت فإذا ابن عياش يتبسم فقال: ما هذا التبسم يا ابن عياش؟ قال: يا أمير المؤمنين ذكرت بيت الأخطل في عبد الملك. قال: وما هو؟ قال قوله:
* قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم * دون النساء ولو باتوا بأطهار * فقال: يا مسيب إذا خرج ابن عياش فادفع إليه رزقهم.
قال ابن شبرمة: وسمرت مع أبي جعفر ليلة وعنده إسماعيل وعبد الصمد وصالح وسليمان بنو على فتذاكروا الأكفاء من قريش فقال له إسماعيل: يا أمير المؤمنين إذا ضيقنا في الذكور واتسعنا في الإناث