أيام المأمون وعلى خراجها محمد بن الجهم فظلم الناس فتظلموا إلى فنظرت في أمره وكتبت إلى المأمون فيما صح عندي وكان منقطعا إلى المعتصم في أمره فأمر المأمون بإشخاصى اليه ليشافهنى وأشخص محمد بن الجهم فلقيني المعتصم بين السترين وأنا أدخل إلى المأمون فقال: إن محمد بن الجهم منقطع إلى فأحسن فيما بينك وبينه فقلت: إن لم أسأل عنه فليس عندي في أمره إلا الصدق قال: وكأنما فقأت في وجهه حب الرمان فدخلت على المأمون فقال: ما تقول في محمد بن الجهم؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ظلم الناس وأخذ أموالهم قال: يعزل وينصف الناس منه.
قال محمد بن عمرو: فحدثني بعض من أثق به أن المعتصم قال لمحمد بن الجهم: ما منعك أن ترضى هذا الأعرابي؟ قال: ربما كنت أرضيه حملت له ثلاثمائة ألف درهم فلم يقبلها قال الحسن بن عبد الله: فلما مات عيسى بن أبان دخل ابن دؤاد على المعتصم يعزيه عليه فقال له المعتصم: التمس للبصرة رجلا قاضيا وعجل قال: ليس عندي رجل أوليه بالعجل؛ قال: فما فعل الأعرابي العنبري الذي كان على مظالم فارس؟ قال: هو عليها. قال: قد وليته قال: خار الله لأمير المؤمنين.
((صلابة العنبري في الحق)) قال محمد بن عمر: فلما صار الحسن إلى البصرة أراد ابن أبي دؤاد أن يخبره ويغمزه فكتب اليه: أن عندك صكاكا هي في ديوانك هي لقوم من أهل بغداد فاحملها مع نفر من قبلك لتسلمها إلى قاضي بغداد يكون أهون على أهلها في التثبت فكتب جواب الكتاب: إن هذه الصكاك لقوم قبلي قد شرعوا فيها وأقاموا البينة عندي ولم أكن لأخرجها عن يدي فيبطل حق من حقوقهم فإن شئت أن تبعث أنت إلى الديوان فتأخذها كان ذلك إليك فأما أنا فلم أكن لأتقلد ذاك فغضب ابن أبي دؤاد فدخل على المعتصم فاستخرج كتابه جزما بحمل الصكاك فلما وردت الصكاك عليه بعث إلى فقهاء البصرة وفيهم هلال الرأي