فمات وما ورث ولده شيئا وقال: لو وليت على رجل يفعل في ماله ما أفعل في مالي حجرت عليه.
((وفاة عيسى)) ومات في المحرم سنة عشرين ومائتين وصلى عليه قشم بن جعفر بن سليمان.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن عباس بن ميمون قال: سمعت هلال الرأي يقول: لقد كتب عيسى بن أبان سجلات لآل جعفر بن سليمان مواريث مناسخة وحسب حسابها وكتب ذلك في الكتب بأمر يصير به المفتى فصلا عن القضاة قال هلال: هل والله لو سكت عن ذلك التفصيل لضقت ذرعا به؛ قال عباس بن ميمون سمعت أهل المسجد والأجرياء يقولون: أحدث عيسى في القضاء شيئا لم يحدثه أحد لعلمه بحساب الدور وكان الرجل يلقى الرقعة فيخرج في يوم من الأيام ليحسب السنة إلى آخرها ثم يكتب له رقعة يتقدم في كل أسبوع في ذلك اليوم؛ فقال: ولقد كان يكتب السجل يمليه اهلاء في مجلسه فينتظم أسماء الشهور والشروط وما يحتاج اليه في نحو من عشرين حرفا.
((خبرة عيسى بتنظيم السجلات)) ((عيسى متنعم)) قال عباس: وكان عيسى متنعما جدا بمليه؛ لقد رأيته يحكم في منزله بالبصرة؛ وهو على فرش طبري متساند إلى وسائد طبري وعليه قميص ورداء قصب وبين يديه الريحان.
وكان يقول: لو أن رجلا فعل في ماله ما أفعل لحجرت عليه.
((الحسن بن عبد الله بن الحسن العنبري)) ((ابن أخي عبد الله بن الحسن)) ولى القضاء وجلس يوم السبت لاثنتي عشرة سنة خلت من شهر رمضان؛ سنة إحدى وعشرين ومائتين.