أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٢ - الصفحة ١٣٠
وعلم ألا علم له فقال الأنصاري: يا أمير المؤمنين وما يصلح هذا لولاية سوق من الأسواق فقال السمنى: صدق با أمير المؤمنين ما أعلمه يصلح لسوق من الأسواق فقال خالد: يا أمير المؤمنين أما الأنصاري فرجل حقود كان يتولى وقفا من وقوف أهله فكان سئ الأثر فيه فإذا فأدخلت معه رجلا فحسن أثر الرجل فحقد ذلك وأما ذاك فيدعى السمنى وليس بالسمنى ولكنه السبتي يخلق شاربه ويبيع الكنائس والبيع؛ يخاصم اليهود والنصارى فقال يوسف: نعم إني لأخاصمهم. فأرد كثيرا عن ضلالهم وكفرهم فقال له المهدى: ولم تخلق شاربك؟ قال: السنة يا أمير المؤمنين قال: ليست بالسنة ولو كانت السنة كنا أعلم بها؛ حدثني أبي عن جدي عن ابن عباس؛ قال إحفاء الشارب الأخذ منه على أطرته.
ولم يكن في القوم أحد أشد عليه من عثمان بن أبي الربيع لأنه كان يظهر جهله وقال: يا أمير المؤمنين إن هذا سأله سائل عن اسم أم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدر ما اسمها فكتب له بعض من يعنى به في الأرض آمنة فقال: أمية فصحف في اسمها فلما كثر كلام القوم قال لهم عبد الله بن مالك وهو قائم على رأس المهدى: قد غممتم أمير المؤمنين بلغطكم فكفوا واسكتوا فنظر أمير المؤمنين إلى عيسى بن حاضر وكان صامتا لا يتكلم بشيء فظن عيسى أنه يستطمعه الكلام؛ فقال: أدن أن أمير المؤمنين (أن أدنو) فدنا حتى قرب منه؛ فقال: يا أمير المؤمنين اصطنعته وشرفته ورفعته فان رأيت أن تستره فافعل فقال: نعم أستره وأصرفه وقام عيسى إلى مجلسه وقال: يا أمير المؤمنين أني خلفت رجلا مريضا دنفا فان رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي فعل؛ قال: قد أذنت لكم جميعا وأمر لكل رجل منهم بثمانية ألف درهم؛ وقال بعضهم: خرجوا وقد أقام صاحب الشرط الصلاة للظهر فتقدم إليه خالد فصلى
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»