تولى كذابا فوقف الرجل ودخله شك وهم بتولية إياس؛ فقال: إنك وقفته بين الجنة والنار فخاف على نفسه ففداها بيمين حانثة يتوب منها ويستغفر ربه وينجو بها من هول ما أردته عليه؛ فقال الرجل: أما إذ فطنت لهذا فأنت أفهم منه وعزم على توليته.
((حديث إياس مع الحسن البصري وقد ولى إياس للقضاء)) فحدثني عبد الله بن أبي الدنيا؛ قال: حدثنا بسام بن يزيد؛ قال: حدثنا حماد بن سلمة؛ قال: حدثنا حميد؛ أن إياس بن معاوية لما استقضى أتاه الحسن فبكى إياس؛ فقال له الحسن: ما يبكيك؛ قال: يا أبا سعيد بلغني أن القضاة ثلاثة؛ رجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة قال الحسن: إن فيما قص الله مربيا داود وسليمان صلى الله عليهما ما يرد قول هؤلاء؛ يقول الله عز من قائل: (وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث) إلى قوله: (وكلا آتينا حكما وعلما) فأثنى الله على سليمان ولم يذم داود؛ ثم قال الحسن: إن الله عز وجل أخذ على العلماء ثلاثا؛ لا يشترون به ثمنا قليلا ولا يتبعون فيه الهوى ولا يخشون فيه أحدا؛ وقرأ هذه الآية: (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة) إلى قوله: (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا).
((سبب هرب إياس من القضاء)) فأخبرنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أبيه؛ قال: كان سبب هرب إياس بن معاوية من القضاء أن أم القاسم بن عبد الرحمن الهلالي هي فاطمة بنت أبي صفرة فتزوج المهلب بن القاسم بن عبد الرحمن