فوضع يده على ثفر دابته وجعل يحرك الثفر؛ فقال له سعد: ما تريد؟ قال: ألجمها فسكت عنه ثم استقضى بعد ذلك؛ فدعا بذلك الإنسان فجلده عشرين سوطا ثم عزل سعد؛ فاستقضى ابن حزم؛ فجاء ذلك الإنسان إلى منزل سعد يدق عليه الباب قبل أن يعلم سعد أن ابن حزم قد استقضى؛ فقال له سعد: من هذا؟ قال ساعي ابن حزم؛ ثم استقضى سعد بعد ذلك فجلده عشرين سوطا؛ ثم عزل سعد بعد ذلك؛ فلقى ذلك الإنسان؛ فلم يكلمه الرجل؛ فقال له سعد: مالك لا تصنع بعض ما كنت تصنع؟ قال: هيهات: درست التوراة بعدك فوجدت بين كل سطرين منها سعد ابن إبراهيم قاض.
((سعد بن إبراهيم مع اثنين فخرا أمامه)) أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن ابن سلمة الغفاري عن الهيثم بن حميد بن حفص بن دينار؛ قال: كان سعد بن إبراهيم عند ابن هشام يوما واختصم عنده ابن لمحمد بن مسلمة وآخر من بني حارثة فقال ابن محمد أنا ابن قاتل كعب بن الأشرف؛ فقال: والله ما قتل إلا غدرا فانتظر سعد أن يغيرها ابن هشام فلم يفعل حتى قام؛ فلما استقضى سعد قال لمولاه شعبة وكان يحرسه أعطى الله عهدا يا شعبة: لئن أفلتك الحارثي لأرجعنك ضربا؛ قال شعبة: فصليت معه الصبح ثم جئت سعدا