الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٢ - الصفحة ١٥٦
في كل حي يأوي إليه حادثة. وشاع خبره في القبائل، فتحامت العرب شره، ونشبت من أجله معارك كثيرة، ورحل عن طيئ فجاور بني دارم، فحموه، فغزاهم الأحوص (أخو خالد بن جعفر العامري) فانهزم بنو دارم، وانطلق الحارث فجعل يطوف في البلاد حتى أتى الشام، فقتل في حوران (1).
الحارث بن عباد (... - نحو 50 ق ه‍ =... - نحو 570 م) الحارث بن عباد بن قيس بن ثعلبة البكري، أبو منذر: حكيم جاهلي. كان شجاعا، من السادات، شاعرا. انتهت إليه إمرة بني ضبيعة وهو شاب. وفي أيامه كانت حرب (البسوس) فاعتزل القتال، مع قبائل من بكر، منها يشكر وعجل وقيس. ثم إن المهلهل قتل ولدا له اسمه بجير، فثار الحارث ونادى بالحرب، وارتجل قصيدته المشهورة التي كرر فيها قوله (قربا مربط النعامة مني) أكثر من خمسين مرة، والنعامة فرسه، فجاؤوه بها، فجز ناصيتها وقطع ذنبها - وهو أول من فعل ذلك من العرب فاتخذ سنة عند إرادة الاخذ بالثأر - ونصرت به بكر على تغلب، وأسر المهلهل فجز ناصيته وأطلقه، وأقسم أن لا يكف عن تغلب حتى تكلمه الأرض فيهم، فأدخلوا رجلا في سرب تحت الأرض ومر به الحارث فأنشد الرجل:
(أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض الشر أهون من بعض) فقيل: بر القسم: واصطلحت بكر وتغلب. وعمر الحارث طويلا (2).
الحار ث السعدي (... -... =... -...) الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي، من هوازن: زوج حليمة السعدية، مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم كنيته أبو ذؤيب، وربما قيل له (أبو كبشة) وكان كفار قريش إذا تحدثوا عن محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: ابن أبي كبشة، نسبة إليه. وكانت إقامته مع قبيلته في البادية. ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة (قبل الهجرة) فقال له رجال من قريش: ألا تسمع ما يقول ابنك إن الناس يبعثون بعد الموت؟ فقال: أي بني ما هذا الذي تقول؟ قال: نعم، لو كان ذلك اليوم أخذت بيدك حتى أعرفك. وأسلم الحارث بعد ذلك.
وكان يقول: لو أخذ ابني بيدي لم يرسلني حتى يدخلني الجنة (1).
الحارث الدوسي (... - نحو 50 ه‍ =... - نحو 670 م) الحارث بن عبد الله بن وهب الأزدي النمري الدوسي: صحابي، من العقلاء ذوي الرأي. كان صديقا لخالد بن الوليد قلما يفارقه، ولخالد ثقة برأيه يستشيره في أمره. وشهد معه اليرموك. ثم شهد صفين مع معاوية. وولاه معاوية على البصرة سنة 45 ه‍ فشكا أهلها ضعفا فيه فاستعفي، ولم تطل مدة إمارته. وتوفي في زمن معاوية (2).
القباع (... - نحو 80 ه‍ =... - نحو 700 م) الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي: وال، من التابعين، من أهل مكة. وهو أخو عمر ابن أبي ربيعة، الشاعر. قال الجاحظ: كان خطيبا، من وجوه قريش ورجالهم. ولي البصرة في أيام ابن الزبير سنة واحدة، وكان أهلها يلقبونه بالقباع، وهو الواسع الرأس القصير.
وكان اسم أبيه في الجاهلية، بحيرا، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وكان جده أبو ربيعة يلقب بذي الرمحين (1).
الحارث بن عمرو (... -... =... -...) الحارث بن عمرو بن عدي بن نصر اللخمي: من ملوك الدولة اللخمية في الحيرة. ولي بعد موت أخيه امرئ القيس، وطالت مدته (2).
الحارث الطائي (... - بعد 112 ه‍ =... - بعد 730 م) الحارث بن عمرو الطائي: وال، من القادة. ولي إمرة البلقاء في خلافة عمر بن عبد العزيز، ثم ولي أرمينية سنة 107 ه‍ وبعثه سليمان بن عبد الملك إلى المدينة. ثم كان واليا على أذربيجان سنة 108 ه‍. وأغار عليه الترك سنة 111 ه‍، فهزمهم بعد قتال شديد واستباح عسكرهم. وكان حيا سنة 112 ه‍ (3).
الحارث اللهبي (... - 8 ه‍ =... - 629 م) الحارث بن عمير الأزدي اللهبي: صحابي، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك بصرى بكتابه، فلما نزل مؤتة (قرب الكرك - بشرقي الأردن) عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فأوثقه رباطا

(١) أمثال الميداني ٢: ٢٤ والمحبر ١٩٢ وابن الأثير ١:
٢٠٠ - ٢٠٤ وخزانة البغدادي ٣: ١٨٥ والنويري ١٥:
٣٤٨ و ٣٤٩ و ٣٥٣ - ٣٥٦ وبلوغ الإرب للآلوسي ٢: ٧٤.
(٢) شعراء النصرانية ٢٧١ ووقع فيه (عباد) مشكولا بفتح العين وتشديد الباء، وأخذنا عنه في الطبعة الأولى، ثم نبهني الأستاذ كرنكو إلى أنه بضم العين وتخفيف الباء، وكذلك ضبطه العلامة الشنقيطي بالقلم على هامش نهاية = الإرب للنويري ٨: ٩٦: ووقفت أخيرا على قول أبي تمام:
كم وقعة لي في الهوى مشهورة ما كنت فيها الحارث بن عباد وهذا نص قاطع.
(١) الإصابة: الرقم ١٤٣٨ و ٥٦٠ والكنى. والاستيعاب، بهامش الإصابة ١٦٤ - ١٦٦.
(٢) تهذيب ابن عساكر ٣: ٤٥١ والنجوم الزاهرة ١: ١٣٠ وهو فيه (الحارث بن عمرو).
(١) البيان والتبيين ١: ١١٠ وتهذيب ابن عساكر ٣: ٤٤٧ وتهذيب التهذيب ٢: ١٤٤ وفيه: قال المبرد: القباع الذي يخفى ما فيه. وابن خلكان 1: 378 في ترجمة أخيه عمر.
(2) اليعقوبي 1: 170.
(3) تهذيب ابن عساكر 3: 453 والنجوم الزاهرة 1: 270.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»