الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٢٤ - الصفحة ٢٨٤
الواعظ ألف الكتاب بين سنوات 559 و 566 ردا على مؤلف سنى معاصر لمحمد ابن محمود السلجوقي (547 - 554) كان قد ألف كتابين ضد الشيعة هما " بعض فضائح الروافض " فرغ منه محرم 555 و " تاريخ أيام وأنام " كانا موجودين عند القزويني حين تأليفه للنقض لكنه لم يسم المردود عليه مع معرفته التامة به صونا لخصمه، لأنه قال إن خصمه هذا كان يقرؤ كتابه على العوام سرا (ص 2) (1).
ونقل صاحب " الرياض " عن بعض العلماء أن المردود عليه هو شهاب الدين التواريخي الشافعي الرازي من بني مشاط (2) وقد ترجم عبد الجليل في فهرس منتجب بن بابويه

(١) ولعل سبب تستر هذا السني أن الشيعة كانوا هم الأغلبية الساحقة في الري كما في معجم البلدان الا في قرية " قوهه " التي كانوا يسمونها لذلك " قوههء خران " كما ذكره المستوفى في " نزهة القلوب - المقالة الثالثة ص ٥٤ " وذلك لان أهل الري وطبرستان لم يتقبلوا الاسلام الا بنوعه الغنوصي الشيعي دون المذهب الحكومي السني. وقد حفظ لنا النجاشي نموذجا من دخولهم في الاسلام الشيعي في ترجمة محمد بن همام ص ٢٦٨ - ٢٦٩.
وينقل عبد الجليل في كتابه هذا عبارة الخصم ثم يرد عليه متكئا في الرد على النقض أكثر من الحل ولذلك سمى الكتاب به. وقد يذهب في ذلك إلى درجة يظهر منه التحفظ والتقية من المذهب الحاكم. فنراه عند ما يذكر طعن أهل السنة على الشيعة بأنهم يحبون الشعر يجيب بأن ذلك لا يختص بالشيعة ويوجد في كل انسان حتى السني. والمعلوم أن ممارسة الشيعة للفنون الجميلة وعداء أهل السنة وسلفهم الصالح في القرون القديمة لها كان من البديهيات وخلاف ذلك كان من المستثنيات، كما استثنى ابن خلكان علي بن جهم من هذا الحكم عند ترجمته، فلا بدع أن نفاه المتوكل إلى خراسان. والمتوكل معروف بعدائه للفنون الجميلة ومنع الشعب عن ممارستها، فإنه وان لم يخل داخل قصره منها، لكنه هدم قبر الحسين (ع) لان غلاة الشيعة كانوا يزينونه بالتصاوير.
(2) وسيأتي في الرقم 1466 أن الذي رد عليه معاصر المؤلف وسميه عبد الجليل بن أبي الفتح بن عيسى الرازي في كتاب " نقض التصفح " اسمه أبو الحسن (الحسين) البصري.
وسنذكر الاحتمال الضعيف للاتحاد.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»