عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المدائني رحمة الله عليه يرويها الشيخ شمس الدين محمد بن مكي عن شيخه فخر الدين عن والده جمال الدين عن جده سديد الدين يوسف عن الناظم، وفي آخر كل قصيدة عين عدد أبيات تلك القصيدة داعيا لناظمها بقوله: رحمه الله، وكتب في آخرها أنه فرغ من كتابتها لنفسه العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن علي بن حسن الجباعي في آخريات شعبان المبارك سنة ثمان وستين وثمانمائة، وكتب على الهامش بخطه: قوبلت يوم الثلاثاء غرة شهر رمضان المبارك سنة ثمان وستين وثمانمائة، وكتب بعد ذلك الأبيات المنقوشات على الأحجار التي وجدت بعد قتل الحسين الشهيد (ع) ثم أشعارا آخر في التوسل إلى أهل البيت (ع) ومديحهم من نظم مشاهير شعراء الشيعة مثل السيد إسماعيل الحميري وابن حماد وابن الحجاج والناشي والعوفي والصاحب بن عباد ومما كتبه أبياتا نسبها إلى أبى البركات قالها في حق أخيه وهي قوله:
رأيت أبي في النوم بعد وفاته * عفى خالقي عنه ومن كل مسلم فقلت له: ماذا لقيت؟ فقال لي: * نجوت بحب الطالبيين، فاعلم فليس سوى الأطهار آل محمد * فسلم إليهم فرط حبك تسلم فقلت له: والله ما في شعرة * تخلص من حب الوصي المكرم بلى قد توالى يا أبي غيرهم أخي * وقدم جهلا منه غير المقدم فقال أبي: أنت الحلال بعينه * وغيرك من غيري ومن غير آدم ولما حصلت هذه المجموعة عند الشيخ شرف الدين بن محمد بن زهرة الجبعي في 944 انتقد على الجبعي وكتب بخطه الدقيق بعد هذه الأبيات ما لفظه: [مما أظن، أنها لابن الحجاج كتبه بيده شرف الدين بن محمد بن زهرة الجبعي سنة أربع وأربعين وتسعمائة] ولا يخفى أن الكاتب هذا ليس من السادة ولا من آل زهرة الحلبيين ولم أعثر على اثر آخر لهذا العالم المنتقد لمثل الشيخ الجباعي ثم حصلت هذه المجموعة في 991 عند حفيد الجباعي الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن