الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ١٣ - الصفحة ١٩
هذه السنة سافر إلى العراق والتقى بموفق الدين أبي علي الحسن بن محمد بن إسماعيل الإسكافي وزير بهاء الدولة الديلمي ونظم له (يوسف وزليخا) ثم عاد إلى خراسان واشتغل جديدا بنظمه وجعله باسم محمود الغزنوي، وكان محبا للعلم والأدب وقد وعد الفردوسي بأن يكافئه بستين ألف دينار، وكان الفردوسي يأمل أن يحظى بتلك الجائزة لتكون عونا له في شيخوخته، ولما أتم الشاهنامه قصد السلطان محمود للحصول على الجائزة، ولما ظهر للسلطان تشيعه لم يف له بوعده ثم أبدل الدنانير بالدراهم، فغضب الفردوسي ولم يأخذها بل قسمها على حاملها وحمامي وبائع شراب، وهجا السلطان هجاء مرا وهرب من غزنة إلى هراة فبقي فيها ستة أشهر مختفيا في دكان إسماعيل الوراق والد الأزرقي الشاعر، ويقال أنه ذهب إلى طوس ووضع نسخة الشاهنامه عند أسبهبد طبرستان وأراد أن يجعلها باسمه، وهجا محمودا بمائة بيت اشتراها منه أسبهبد بمائة ألف درهم، وبقي متخفيا إلى أن توفي في سنة 411 ه‍.
ويقال أن السلطان محمود ندم بعد ذلك على خلفه للوعد على أثر رسالة كتبها له (ناصر الملك - ظ -) أحد حكام عصره، وكان وعظه فيها ونصحه، وذكره بفناء الدنيا وبقاء الذكر الحسن، وبتعب الفردوسي وما كان يؤمله منه، فأمر السلطان له بستين ألف دينار فحملت إليه، ووصل الرسول إلى باب داره فرأى الناس يخرجون منها وهم يحملون جنازة الفردوسي رحمه الله.
توجد نسخ من الشاهنامة في مكتبات الآستانة كمكتبة حالت أفندي وغيرها كما في فهارسها، وطبعت في بمبي وغيرها، وطبعت خلاصتها في سنة 1313 ش في المهرجان الألفي الذي أقيم للفردوسي، والاختصار للميرزا محمد علي خان ابن الميرزا محمد حسين خان ذكاء الملك الفروغي، وترجمها إلى العربية نثرا الأديب المصري عبد الوهاب عزام، وطبعت الترجمة في مجلدين بمصر في سنة 1351 ه‍. وترجمت إلى الإفرنجية سنة 1903 م وطبعت الترجمة أيضا، وكتب المستشرق الألماني (وولف) المولود عام 1900 م (كشف كلمات الشاهنامهء) في ألفي صفحة بقطع (معجم المطبوعات) وطبع، وترجم مؤلفه
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»