الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٤ - الصفحة ٢٩٩
307)، ولعل فرات أيضا بقى إلى حدود تلك السنة، وأما الشيخ الصدوق فيروى في كتبه عنه كثيرا اما بواسطة والده أو بواسطة شيخه الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، وكما يروى الهاشمي هذا عن فرات كذلك يروى عن والد أبى قيراط جعفر بن محمد (الذي توفى 308) فيقوى احتمال أن فرات أيضا أدرك أوائل الماية الرابعة كوالد أبى قيراط، ونسخه كثيرة في تبريز والكاظمية والنجف الأشرف أوله: (الحمد لله غافر الذنوب، وكاشف الكروب، وعالم الغيوب، والمطلع على أسرار القلوب،) واعتمد عليه من القدماء بعد الصدوقين الشيخ الحاكم أبو القاسم الحسكاني، فينقل عن هذا التفسير في كتابه " شواهد التنزيل " وينقل عنه غياث بن إبراهيم في تفسيره الذي مر آنفا، وهو من مآخذ كتاب " البحار " قال العلامة المجلسي في أوله (وتفسير فرات وان لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح ولا قدح لكن كون أخباره موافقا لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يعطى الوثوق بمؤلفه وحسن الظن به) وفى صدر بعض النسخ بعد الخطبة أسناد غريب صورته (أنبأنا أبو الخير مقداد بن علي الحجازي المدني، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحسنى العلوي، قال حدثنا الشيخ الفاضل أستاد المحدثين فرات بن إبراهيم الكوفي) وفى أثنائه كثيرا ما يقول حدثنا أبو القاسم الحسنى حدثنا فرات - أو مع تمام نسبه المذكور - وأبو القاسم الحسن هذا ليس له ذكر في الأصول الرجالية لكنه مذكور في أسانيد كتب الحديث مكررا وهو شيخ بعض أجلاء مشايخ الصدوق منهم أحمد بن الحسن القطان فإنه يروى الصدوق في أماليه عنه، وهو يروى عن عبد الرحمن ابن محمد الحسنى هذا، ومنهم الشريف حمزة بن محمد العلوي من نسل محمد المحروق من ولد زيد بن علي الشهيد، وقد ذكر تمام نسبه شيخنا في " خاتمة المستدرك ص 340 " فإنه يروى الصدوق عنه في " الأمالي " أيضا وهو يروى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن القاسم الحسنى هذا، إذ الظاهر أن كنية جده أبو القاسم أيضا وقد سقط لفظ الأب منه عن قلم الناسخ، وقد ذكر بعنوان أبى القاسم الحسنى أيضا في تفسير على بن إبراهيم بن هاشم القمي في سورة (ق) وسورة (المطففين) هكذا حدثنا أبو القاسم الحسنى، قال حدثنا فرات بن إبراهيم عن محمد بن الحسين بن إبراهيم (1)، وأما من عمد

1 - سيأتي في تفسير القمي ان ما فيه في سورتي (ق) و (المطففين) من قول حدثنا أبو القاسم الحسني ليس من كلام القمي بل إن قائل حدثنا في السورتين هو أبو الفضل الذي روى " تفسير القمي " عنه لان القمي وفرات كانا متعاصرين، ويروى عن كل منهما على بن بابويه وعلى مجاري العادة لا يروى مثل القمي مع ما له من الأسانيد العالية عن أبي القاسم الحسنى المتأخر طبقة عنه لان القمي من طبقة مشايخ أبى القاسم الحسنى، ومنهم فرات المذكور ومع رواية على بن بابويه عن فرات بغير واسطة.
يكون رواية شيخه المتقدم عليه وهو القمي عن فرات مع الواسطة خلاف العادة كما لا يخفى.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»