مطلب انه لا تتفق الإجادة في فنى النظم والنثر الا للأقل:
والسبب فيه انه ملكة في اللسان فإذا سبقت إلى محله ملكة أخرى قصرت عن تمام تلك الملكة اللاحقة لان قبول الملكات وحصولها على الفطرة الأولى أسهل وإذا تقدمتها ملكات أخرى كانت منازعة لها فوقعت المنافاة وتعذر التمام في الملكة وهذا موجود في الملكات الصناعية كلها على الاطلاق.
مطلب تعيين العلم الذي هو فرض عين على كل مكلف:
أعني الذي يتضمنه قوله عليه الصلاة والسلام طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة واعلم أن للعلماء اختلافا عظيما في تعيين ذلك العلم قال المفسرون والمحدثون هو علم الكتاب والسنة وقال الفقهاء هو العلم بالحلال والحرام وقال المتكلمون هو العلم الذي يدرك به التوحيد الذي هو أساس الشريعة وقال الصوفية هو علم القلب ومعرفة الخواطر لأن النية التي هي شرط للأعمال لا تصح الا بها وقال أهل الحق هو علم المكاشفة والأقرب إلى التحقيق انه العلم الذي يشتمل عليه قوله عليه الصلاة والسلام نبي الاسلام على خمس الحديث لأنه الفرض على عامة المسلمين وهو اختيار الشيخ أبى طالب المكي وزاد عليه بعضهم ان وجوب المباني الخمسة انما هو بقدر الحاجة مثلا من بلغ ضحوة النهار يجب عليه ان يعرف الله سبحانه وتعالى بصفاته استدلالا وان يتعلم كلمتي الشهادة مع فهم معنا هما وان عاش إلى وقت الظهر يجب ان يتعلم أحكام الطهارة والصلاة وان عاش إلى رمضان يجب ان يتعلم احكام الصوم وان ملك مالا يجب ان يتعلم كيفية الزكاة وان حصل له استطاعة الحج يجب ان يتعلم احكام الحج ومناسكه هذه هي المذاهب المشهورة في هذا الباب ذكرها في التاتار خانبة مطلب أسماء العلوم: اعلم أن المشهور عند الجمهور ان حقيقة أسماء العلوم المدونة المسائل المخصوصة أو التصديق بها أو الملكة الحاصلة من ادراكها مرة بعد أخرى التي تقتدر بها على استحضارها متى شاء أو استحصالها مجهولة وقال السيد الشريف في حاشية شرح [في شرح] المواقف ان اسم كل علم موضوع بإزاء مفهوم اجمالي شامل له انتهى ثم إنه قد يطلق أسماء العلوم على المسائل والمبادئ جميعا لكنه قد يشعر كلام بعضهم إلى أن ذلك الاطلاق حقيقة والراجح انه على سبيل التجوز والتغليب والا لربما يلزم الاختلاط بين العلمين إذ بعض المبادى لعلم يجوز أن يكون مسألة من علم آخر فلا يتمايزان. ومما يجب التنبيه عليه انهم اختلفوا في أن أسماء العلوم من أي قبيل من الأسماء اختار السيد الشريف رحمه الله تعالى انها اعلام الأجناس فان اسم كل علم كلي يتناول افرادا متعددة إذا لقائم منه بزيد غير القائم منه بعمرو شخصا