فصل - في كيفية وضعه وأنواعه. قيل أول من وضع الخط آدم عليه السلام كتبه في طين وطبخه ليبقى بعد الطوفان. وقيل إدريس. وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ان أول من وضع الخط العربي ثلاثة رجال من بولان قبيلة من طي نزلوا مدينة الأنبار فأولهم مرار [مرامر] وهو وضع الصور وثانيهم أسلم فهو وصل وفصل وثالثهم عامر فوضع الاعجام ثم انتشر؟؟. وقيل أول من اخترعه ستة اشخاص من طسم أسماؤهم. أبجد. هوز. حطي. كلمن.
سعفص. قرشت. فوضعوا الكتابة والخط وما شذ من أسمائهم من الحروف الحقوها. ويروى انها أسماء ملوك مدين. وفى السيرة لابن هشام ان أول من كتب الخط العربي حمير بن سبأ. وقال السهيلي في التعريف والاعلام والأصح ما رويناه من طريق ابن عبد البر برفعه إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال أول من كتب بالعربية إسماعيل عليه السلام. قال المولى أبو الخير واعلم أن جميع كتابات الأمم اثنتا عشرة كتابة العربية والحميرية واليونانية والفارسية والسريانية والعبرانية والرومية والقبطية والبربرية والأندلسية والهندية والصينية فخمس منها اضمحلت وذهب من يعرفها وهى الحميرية واليونانية والقبطية والبربرية والأندلسية وثلاث بقى استعمالها في بلادها وعدم من يعرفها في بلاد الاسلام؟؟ وهى الرومية والهندية والصينية وبقيت أربع هي مستعملات في بلاد الاسلام وهى العربية والفارسية والسريانية والعبرانية. أقول في كلامه بحث من وجوه اما أولا فلان الحصر في العدد المذكور غير صحيح إذ الأقلام المتداولة بين الأمم الآن أكثر من ذلك سوى المنقرضة فان من نظر في كتب القدماء المدونة باللغة اليونانية واللطينية وكتب أصحاب علم الحرف الذين بينوا فيها أنواع الأقلام والخطوط علم صحة ما قلنا وهذا الحصر ينبئ عن قلة الاطلاع. واما ثانيا فان قوله خمس منها اضمحلت ليس بصحيح أيضا لان اليونانية مستعملة في خواص الملة النصرانية أعني أهل اقاديميا [1] المشهورة الواقعة في بلاد اسپانيا وفرانسا ونمسه وهى ممالك كثيرة واليونانية أصل علومهم وكتبهم. واما ثالثا فلان قوله وعدم من يعرفها في بلاد الاسلام وهى الرومية كلام سقيم أيضا إذ من يعرف الرومية في بلاد الاسلام خصوصا في بلادنا أكثر من أن يحصى. وينبغي ان يعلم أن الرومية المستعملة في زماننا منحرفة من اليونانية بتحريف قليل. واما القلم المستعمل [2] بين كفرة