كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ٧٠٧
ومنفعته كالجبر والمقابلة الا انه أقل عموما منه وأسهل عملا وانما سمى به لأنه يفرض المطلوب شيئا ويختبر فان وافق فذاك والاحفظ ذلك الخطأ وفرض المطلوب شيئا آخر ويختبر فان وافق فذاك والاحفظ الخطأ الثاني ويستخرج المطلوب منهما فإذا اتفق وقوع المسألة أولا في أربعة اعداد متناسبة أمكن استخراجها بخطأ واحد. ومن الكتب الكافية فيه كتاب لزين الدين المغربي وبرهن (أبو علي الحسن ابن الحسن) ابن الهيثم (الفيلسوف) (المتوفى سنة 430 ثلاثين وأربعمائة) على طرقه.
علم الخط وهو معرفة كيفية تصوير اللفظ بحروف هجائه الا أسماء الحروف إذا قصد بها المسمى نحو قولك اكتب جيم عين فاء راء فإنما يكتب هذه الصورة جعفر لأنه مسماها خطا ولفظا ولذلك قال الخليل لما سئلهم كيف تنطقون بالجيم من جعفر فقالوا جيم - فقال - انما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسؤول عنه والجواب جه لأنه المسمى فان سمى به [بها] مسمى آخر كتبت كغيرها نحو ياسين وحاميم يس - و - حم هذا ما ذكر في تعريفه والغرض والغاية ظاهر لكنهم أطنبوا في بيان أحوال الخط وأنواعه ونحن نذكر خلاصة ما ذكروا في فصول.
فصل - في فضله. اعلم أن الله سبحانه وتعالى أضاف تعليم الخط إلى نفسه وأمتن به على عباده في قوله علم بالقلم وناهيك بذلك شرفا. وقال عبد الله بن عباس الخط لسان اليد قيل ما من أمر الا والكتابة موكل به مدبر له ومعبر عنه وبه ظهرت خاصة النوع الانساني من القوة إلى الفعل وامتاز به عن سائر الحيوانات وقيل الخط أفضل من اللفظ لان اللفظ يفهم الحاضر فقط والخط يفهم الحاضر والغائب وفضائله كثيرة معروفة.
فصل - في وجه الحاجة إليه. واعلم أن فائدة التخاطب لما لم تبين الا بالألفاظ وأحوالها وكان ضبط أحوالها مما اعتنى بها العلماء كان ضبط أحوال ما يدل على الألفاظ أيضا مما يعتنى بشأنه وهو الخطوط والنقوش الدالة على الألفاظ فبحثوا عن أحوال الكتابة الثابتة نقوشها على وجه كل زمان وحركاتها وسكناتها ونقطها وشكلها وضوابطها من شداتها ومداتها وعن تركيبها وتسطيرها لينتقل منها الناظرون إلى الألفاظ والحروف ومنها إلى المعاني الحاصلة في الأذهان
(٧٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 702 703 704 705 706 707 708 709 710 711 712 ... » »»