كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ٥٩١
واخلاقهم وما يأكلون وما يشربون وما في كل سقع مما ليس في الآخر غيره من الأرزاق والتحف والأمتعة فصار أصلا يرجع إليه من صنف بعده لكن اندرس كثير مما ذكره وتغيرت أسماؤه وخبره فانسد باب الانتفاع منه. وقد عربوه في عهد المأمون ولم يوجد الآن تعريبه. ومن الكتب المصنفة فيه..
علم الجفر والجامعة وهو عبارة عن العلم الاجمالي بلوح القضاء والقدر المحتوى على كل ما كان وما يكون كليا وجزئيا والجفر عبارة عن لوح القضاء الذي هو عقل الكل والجامعة لوح القدر الذي هو نفس الكل وقد ادعى طائفة ان الامام على ابن أبي طالب رضى الله تعالى عنه وضع الحروف الثمانية والعشرين على طريق البسط الأعظم في جلد الجفر يستخرج منها بطرق مخصوصة وشرائط معينة ألفاظ مخصوصة يستخرج منها ما في لوح القضاء والقدر وهذا علم توارثه أهل البيت ومن ينتمى إليهم ويأخذ منهم من المشايخ الكاملين وكانوا يكتمونه عن غيرهم كل الكتمان وقيل لا يقف في هذا الكتاب حقيقة الا المهدى المنتظر خروجه في آخر الزمان وورد هذا في كتب الأنبياء السالفة كما نقل عن عيسى عليه السلام نحن معاشر الأنبياء نأتيكم بالتنزيل واما التأويل فسيأتيكم به البارقليط الذي سيأتيكم بعدي. نقل ان الخليفة المأمون لما عهد بالخلافة من بعده إلى علي بن موسى الرضا وكتب إليه كتاب عهده كتب هو في آخر ذلك الكتاب نعم الا ان الجفر والجامعة يدلان على أن هذا الامر لا يتم وكان كما قال لان المأمون استشعر فتنة من بني هاشم فسمه كذا في مفتاح السعادة. قال ابن طلحة الجفر والجامعة كتابان جليلان أحدهما ذكره الإمام علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه وهو يخطب بالكوفة على المنبر والآخر اسره رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأمره بتدوينه فكتبه علي رضي الله عنه حروفا متفرقة على طريقة سفر آدم في جفر يعنى في رق قد صبغ من جلد البعير فاشتهر بين الناس به لأنه وجد فيه ما جرى للأولين والآخرين. والناس مختلفون في وضعه وتكسيره فمنهم من كسره بالتكسير الصغير وهو جعفر الصادق وجعل في خافية الباب الكبير أب ت ث إلى آخرها والباب الصغير أبجد إلى قرشت وبعض العلماء قد سمى الباب الكبير بالجفر الكبير والصغير بالجفر الصغير فيخرج من الكبير الف مصدر ومن الصغير سبعمائة.
(٥٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 586 587 588 589 590 591 592 593 594 595 596 ... » »»