كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ١٨١
انسان عين المعاني في التفسير - يأتي في العين الانسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل مجلد للشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي الصوفي المتوفى سنة..
وهو كتاب على اصطلاح الصوفية مشتمل على نيف وستين بابا أوله لمن قام بحمده اسم الله الخ.
علم الانشاء أي انشاء النثر وهو علم يبحث فيه عن المنثور من حيث إنه بليغ وفصيح ومشتمل على الآداب المعتبرة عندهم في العبارات المستحسنة واللائقة بالمقام وموضوعه وغرضه وغايته ظاهرة مما ذكر ومباديه مأخوذة من تتبع الخطب والرسائل بل له استمداد من جميع العلوم سيما الحكمة العملية والعلوم الشرعية وسير الكمل ووصايا العقلاء وغير ذلك من الأمور الغير المتناهية هذا ما ذكره أبو الخير ويندرج فيه ما اورده في علم مبادى الانشاء وأدواته فلا وجه لجعله علما آخر واما ابن صدر الدين فإنه لم يذكر سوى معرفة المحاسن والمعايب ونبذة من آداب المنشى وزبدة كلامه ان للنثر من حيث إنه نثر محاسن ومعايب يجب على المنشى ان يفرق بينهما فيتحرز عن المعايب ولا بد أن يكون أعلى كعبا في العربية محترزا عن استعمال الألفاظ الغريبة وما يخل بفهم المراد أو يوجب صعوبته وان يحترز من التكرار وان يجعل الألفاظ تابعة للمعاني دون العكس إذ المعاني إذا تركت على سجيتها طلبت لانفسها الفاظا تليق بها فيحسن اللفظ والمعنى جميعا واما جعل الألفاظ متكلفة والمعاني تابعة لها فهو كلباس مليح على منظر قبيح فيجب ان يجتنب عما يفعله بعض من لهم شغف بايراد شئ من المحسنات اللفظية فيصرفون العناية إلى المحسنات ويجعلون الكلام كأنه غير مسوق لإفادة المعنى فلا يبالون بخفاء الدلالات وركاكة المعنى ومن أعظم ما يليق لمن يتعاطى بالانشاء ان يكتب ما يراد لا ما يريد كما قيل في الصاحب والصابي ان الصابي يكتب ما يراد والصاحب يكتب ما يريد ولابد ان يلاحظ في كتاب النثر حال المرسل والمرسل إليه ويعنون الكتاب بما يناسب المقام انتهى. والكتب المصنفة فيه كثيرة جدا منها هذه:
ابكار الأفكار - للوطواط انشاء الدوائر - رسالة للشيخ محيي الدين محمد بن علي
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»