لفوائد الخاقانية وهذا العلم كالمنطق يخدم العلوم كلها لان البحث والمناظرة عبارة عن النظر من الجانبين في النسبة بين الشيئين اظهارا للصواب والزاما للخصم والمسائل العلمية تتزايد يوما فيوما بتلا حق الأفكار والانظار فلتفاوت مراتب الطبائع والأذهان لا يخلو علم من العلوم عن تصادم الآراء وتباين الأفكار وادارة الكلام من الجانبين للجرح والتعديل والرد والقبول والا لكان مكابرة غير مسموعة فلا بد من قانون يعرف مراتب البحث على وجه يتميز به القبول عما هو المردود وتلك القوانين هي علم آداب البحث انتهى. قوله والا لكان مكابرة أي وان لم يكن البحث لاظهار الصواب لكان مكابرة وفيه مؤلفات أكثرها مختصرات وشروح للمتأخرين منها آداب الفاضل شمس الدين - محمد بن أشرف الحسيني السمرقندي الحكيم المحقق صاحب الصحائف؟؟ والقسطاس المتوفى في حدود سنة ستمائة وهى أشهر كتب الفن الفها لنجم الدين عبد الرحمن جعلها على ثلاثة فصول الأول في التعريفات والثاني في ترتيب البحث والثالث في المسائل التي اخترعها وأول هذه الرسالة المنة لواهب العقل الخ وعليها شروح أشهرها شرح المحقق كمال الدين مسعود الشرواني ويقال له الرومي تلميذ شاه فتح الله وهما من رجال القرن التاسع وهو شرح لطيف ممزوج بالمتن ممتاز عنه بالخط فوقه وعلى هذا الشرح حواش وتعليقات اجلها حاشية العلامة جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي الدواني المتوفى سنة ثمان وتسعمائة وأول هذه الحاشية:
قال المصنف المنة لواهب العقل عدل عما هو المشهور الخ كتب إلى أوائل الفصل الثاني.
وأعظمها حاشية الفاضل عماد الدين يحيى بن أحمد الكاشي وهو من رجال القرن العاشر كتبها تماما أولها قوله المنة علينا الخ سلك طريقة العمل بالحديث الخ ويقال لها الحاشية الأسود [السوداء] لغموض مباحثها ودقة معانيها.
وأفيدها حاشية مولانا احمد الشهير بديكقوز من علماء الدولة الفاتحية العثمانية كتبها تماما بقال أقول وأول هذه الحاشية ان أحسن ما يستعان به في الأمور الحسان الخ.
وأدقها حاشية المحقق عصام الدين إبراهيم بن محمد الأسفرايني المتوفى بسمرقند سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة. ومن الحواشي على شرح كمال الدين مسعود حاشية عبد الرحيم الشرواني.