ذيل طبقات الحفاظ - جلال الدين السيوطي - الصفحة ٣٨١
وبرع في الحديث وتقدم في جميع فنونه، حكي انه شرب ماء زمزم ليصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ فبلغها وزاد عليها، ولما حضرت العراقي الوفاة قيل له من تخلف بعدك؟ قال ابن حجر ثم ابني أبو زرعة ثم الهيثمي، وصنف التصانيف التي عم النفع بها كشرح البخاري) الذي لم يصنف أحد في الأولين ولا في الآخرين مثله و (تعليق التعليق) و (التشويق إلى وصل التعليق) و (التوفيق) فيه أيضا و (تهذيب التهذيب) و (تقريب التهذيب) و (لسان الميزان) و (الإصابة في الصحابة) و (نكت ابن الصلاح) و (أسباب النزول) و (تعجيل المنفعة برجال الأربعة) و (المدرج) و (المقترب في المضطرب) وأشياء كثيرة جدا تزيد على المائة وأملى أكثر من الف مجلس، وولي القضاء بالديار المصرية والتدريس بعدة أماكن وخرج أحاديث الرافعي والهداية والكشاف والفردوس وعمل (أطراف الكتب العشرة) و (المسند الحنبلي) و (زوائد المسانيد الثمانية) وله تعاليق وتخاريج ما الحفاظ والمحدثون لها الا محاويج، توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، ولي منه اجازة عامة (1) ولا أستبعد ان يكون لي منه اجازة خاصة فان والدي كان يتردد إليه وينوب في الحكم عنه وان يكن

(1) وكان السيوطي ابن ثلاث سنين عند وفاة ابن حجر وابن ست عند وفاة البدر العيني وتراه يروي عنهما في كتبه تعويلا على الإجازة العامة منهما لأهل عصرهما وما أوهن التعويل على هذه الإجازة المفروضة.
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 » »»
الفهرست