مصر فكان كذلك، وأول ما اسمع الحديث على سنجر الجاولي والتقي الأخنائي ثم أسمع على ابن شاهد الجيش وابن عبد الهادي والتقي السبكي واشتغل بالعلوم وأحب الحديث فأكثر من السماع وتقدم في فن الحديث بحيث كان شيوخ عصره يبالغون في الثناء عليه بالمعرفة كالسبكي والعلائي والعز بن جماعة والعماد بن كثير وغيره ونقل عنه الشيخ جمال الدين الأسنوي في المهمات ووصفه بحافظ العصر وكذلك وصفه في الطبقات في ترجمة ابن سيد الناس فقال وشرح يعني ابن سيد الناس قطعة من الترمذي نحو مجلدين وشرع في اكماله حافظ الوقت زين الدين العراقي اكمالا مناسبا لأصله انتهى، وله من المؤلفات في في الفن (الألفية) التي اشتهرت في الآفاق وشرحها و (نكت ابن الصلاح) و (المراسيل) و (نظم الاقتراح) و (تخريج أحاديث الاحياء) في خمس مجلدات ومختصره سماه (المغني) في مجلدة وبيض من (تكملة شرح الترمذي) كثيرا وكان أكمله في المسودة أو كاد و (نظم منهاج البيضاوي) في الأصول و (نظم غريب القرآن) و (نظم السيرة النبوية) في الف بيت، وولى قضاء المدينة الشريفة، قال الحافظ ابن حجر وشرع في إملاء الحديث من سنة ست وتسعين فأحيا الله به سنة الاملاء بعد أن كانت دائرة فأملى أكثر من أربعمائة مجلس، قال الحافظ وكانت أماليه يمليها من حفظه متقنة مهذبة محررة كثيرة الفوائد الحديثية، قال وكان الشيخ منور الشيبة جميل الصورة كثير الوقار نزر الكلام طارحا للتكلف لطيف المزاح سليم الصدر كثير الحياء قل ان يواجه أحدا
(٣٧١)