لسان الميزان - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ١٣٣
الدارقطني تكلموا فيه * وقال أبو منصور الأزهري اللغوي دخلت على ابن دريد فرأيته سكران * قيل مات سنة إحدى عشرة وثلاث مائة * وقد حذف من كلام أبى منصور ما يتعلق بشرط هذا الكتاب فإنه قال في مقدمة كتابه في تهذيب اللغة وممن الف في زماننا الكتب فرمى بافتعال العربية وتقليب الألفاظ وادخال ما ليس من كلام العرب في كلامهم أبو بكر بن دريد صاحب (كتاب الجمهرة) و (اشتقاق الأسماء) وقد حضرت في داره ببغداد وسألت ابن عرفة عنه فلم؟ عبأ به ولا وثقه في روايته ثم ذكر قصة السكر ثم قال وقد تصفحت الجمهرة فلم أر ما يدل على معرفة ما فيه ولا قريحة جيدة وعثرت فيه على حروف كثيرة أزالها عن جهتها وعلى حروف كثيرة أنكرتها * روى عنه أبو سعيد السيرافي وأبو عبد الله المرزباني وعمر بن محمد بن سيف وأبو بكر بن شاذان وأبو الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني وجماعة غيرهم وكان شاعرا مجيدا نحويا مطلقا يضرب بحفظه المثل وكان يقال هو اشعر العلماء واعلم الشعراء * وقال أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق كان واسع الحفظ جدا ما رأيت احفظ منه كان يقرأ عليه دواوين العرب كلها فسابق إلى الانتهاء وما رأيته قرئ عليه ديوان شعر قط الا وهو يسابق إلى روايته * وقال حمزة السهمي سمعت أبا بكر الأبهري المالكي يقول جلست إلى ابن دريد وهو يحدث ومعه جزء فيه قال الأصمعي فكان يقول في واحد حدثنا الرقاشي وفي آخر حدثنا أبو حاتم وفي آخر حدثنا براى الأصمعي كما يجيئ على قلبه * قلت * قوله كما يجيئ على قلبه رجم بالغيب والا فما المانع ان يكون ابن دريد مع وفور حفظه يعرف ما حدث به كل واحد من هؤلاء على انفراده * وقال أبو ذر الهروي سمعت ابن شاهين يقول كنا ندخل على ابن دريد ونستحي منه مما نرى من العيدان معلقة والشراب المصفى وقد كان
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»