لسان الميزان - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٤٢٧
سمعت أبا العتاهية يقول بينا انا أطوف بالبيت إذ قلت يا رب اغفر لي فسمعت قائلا يقول لا ولا كرامة الست القائل:
والله لولا أن أخاف الردى * لقلت لبيك وسبحانك وهذا بيت من جملة أبيات قالها متغزلا في عتبة جارية المهدى، وله فيها اشعار كثيرة واخباره معها مشهورة، وكان في أول امره يتشطر ثم تشاغل بالشعر ومدح المهدى والرشيد ثم تزهد وتاب عن نظم الشعر وشعره سائر، مات في خلافة المأمون وقد جمع أبو عمر بن عبد البر زهديات أبى العتاهية في مجلد كبير، وذكر المسعودي في المروج له ترجمة حاصلها انه كان في أول امره يبيع الخزف، ثم نظم الشعر ومدح المهدي فأعجبه وصار يتغزل في جارية من قصر المهدي اسمها عتبة وذكر نحو ما تقدم وأنشد له اشعارا كثيرة منها ما لا يدخل في العروض وذكر عنه انه كان يقول انا أكبر من العروض يعنى انه نظم الشعر قبل ان يصنف الخليل كتاب العروض، وقال ابن الجوزي في (المنتظم) إسماعيل بن القاسم بن سويد ابن كيسان أبو إسحاق العنزي (1) المعروف بابى العتاهية ولد في سنة ثلاثين ومائة واصله من عين التمر ونشأ بالكوفة ثم سكن بغداد وعمل الشعر في المدح والهجاء والغزل ثم تنسك وصار يقول في الوعظ والزهد، ثم ذكر قصته مع عتبة مطولة وذكر انه أنشد المهدى قصيدة مدحه بها بحضرة الشعراء من جملتهم بشار بن برد فافتتحها بالتغزل في عتبة:
الا ما لسيدتي ما لها * أدلت فاحمل ادلالها فقال بشار أرأيتم أجسر من هذا ينشد مثل هذا الشعر في هذا الموضع

(1) بفتح العين المهملة والنون وبعدها زاي هذه النسبة إلى عنزة بن ربيعة كذا في وفيات الأعيان لابن خلكان 12 زين العابدين " الجرار - تاريخ ابن خلكان
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»