لسان الميزان - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٢٦٥
يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب يسوى لهم نسخا ويأمرهم ان يرووها ثم يرويها عنهم، قلت، مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة عن أربع وثمانين سنة انتهى.
وقال المؤلف في تذكرة الحفاظ عقب الحكاية الأخيرة ما علمت ابن عقدة اتهم بوضع حديث اما الاسناد فلا أدري، قلت، انا ولا أظنه كان يضع في الاسناد الا الذي حكاه ابن عدي وهي الوجادات التي أشار إليها الدارقطني، وقال أبو علي الحافظ ما رأيت أحدا احفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس ابن عقدة فقيل له ما يقول له بعض الناس فيه فقال لا يشتغل بمثل هذا أبو العباس امام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين واتباعهم فلا يسأل عنه أحد من الناس، وقال ابن عدي أيضا سمعت أبا بكر الباغندي يقول كتب إلينا ابن عقدة قد خرج شيخ بالكوفة عنده نسخ للكوفيين فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ فطالبناه بالأصول فقال ما عندي أصل وانما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ وقال لي ارو هذه يكون لك ذكر ويرحل إليك أهل بغداد، قال ابن عدي وقد كان ابن عقدة من الحفظ والمعرفة بمكان، قال وسمعت ابن مكرم يقول كنا عند ابن عثمان بن سعيد في بيت وقد وضع بين أيدينا كتبا كثيرة فنزع ابن عقدة سراويله وملأه منها سرا من الشيخ ومنا فلما خرجنا قلنا ما هذا الذي تحمله فقال دعونا من ورعكم هذا، قال وسمعت عبدان يقول ابن عقدة قد خرج عن عن معاني أصحاب الحديث فلا يذكر معهم وقال حمزة السهمي ما مثل أبى العباس بالوضع الا طبل، وقال حمزة عن الدارقطني اشهد ان من اتهمه بالوضع فقد كذب، قلت، ومما يدل على سعة حفظه ما ذكره أحمد بن أحمد الحافظ في تاريخه قال سمعت أبا عبد الله الزعفراني يقول روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثا أخطأ في اسناده فأنكر عليه ابن عقدة فخرج عليه أصحاب ابن صاعد
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»