وكان عمره يسيرا فقال جمع الله تعالى له عقله لقلة عمره. وقال الجاحظ نظرت في كتب الشافعي فإذا هو در منظوم لم أر أحسن تأليفا منه. وقال هلال بن العلاء لقد من الله على الناس بأربعة بالشافعي فقه الناس في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أحمد بن سيار المروزي لولا الشافعي لدرس الاسلام وقال أبو زرعة الرازي ما عند الشافعي حديث غلط فيه وقال يحيى بن أكثم ما رأيت أعقل منه وقال أبو داود ليس للشافعي حديث أخطأ فيه وقال الزعفراني عن يحيى بن معين لو كان الكذب له مطلقا لكانت مروءته تمنعه أن يكذب وقال مسلم بن الحجاج في كتابه (الانتفاع بجلود السباع) وهذا قول أهل العلم بالاخبار ممن يعرف بالتفقه فيها والاتباع لها منهم يحيى بن سعيد وابن مهدي ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد وإسحاق ولما ذكر في موضع آخر قول من عاب الشافعي أنشد:
ورب عياب له منظر * مشتمل الثوب على العيب وقال علي بن المديني لابنه لا تدع للشافعي حرفا إلا كتبته فان فيه معرفة وقال أبو حاتم فقيه البدن صدوق وقال أيوب بن سويد ما ظننت اني أعيش حتى أرى مثله وعن يحيى بن سعيد القطان قال ما رأيت أعقل ولا أفقه من الشافعي وأنا أدعو الله له أخصه به وحده في كل صلاة وقال الأصمعي صححت اشعار البدويين على شاب من قريش يقال له محمد بن إدريس.
وقال عبد الملك بن هشام الشافعي بصير باللغة يؤخذ عنه ولسانه لغة فاكتبوه وقال مصعب الزبيري ما رأيت أعلم بأيام الناس منه وقال أبو الوليد بن أبي الجارود كان يقال ان الشافعي لغة وحده يحتج بها وقال ابن عبد الحكم ان كان أحد من أهل العلم حجة فالشافعي حجة في كل شئ وقال الزعفراني ما رأيته لحن قط وقال يونس بن عبد الأعلى كان إذا أخذ في العربية قال هذه صناعته.
وقال النسائي كان الشافعي عندنا أحد العلماء ثقة مأمونا وروى الحليلي عن أحمد ابن حنبل قال سمعت الموطأ من بضعة عشر نفسا (1) من حفاظ أصحاب مالك فأعدته على