عمرو بن علي كان عبد الرحمن ويحيى لا يحدثان عنه وسألت عبد الرحمن عن حديث من حديثه فقال دعه فلما قام ظننت أنه يحدثني به فسألته فقال فأين التقوى.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه كان ابن عيينة يستضعفه قلت له هو ضعيف قال نعم وقال الدوري عن ابن معين قد روى مالك عن عبد الكريم أبي أمية وهو بصري ضعيف وقال خالد الحذاء كان عبد الكريم إذا سافر يقول أبو العالية اللهم لا ترد علينا صاحب الأكسية وعده أبو داود من خير أهل البصرة. قال ابن عيينة والبخاري لم يسمع عبد الكريم من حسان بن بلال حديث الخليل وقال ابن عدي والضعف على رواياته بين ذكره البخاري في باب التهجد بالليل عقب حديث سفيان عن سليمان الأحول عن طاووس عن ابن عباس قال سفيان وزاد عبد الكريم أبو أمية ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قلت: فيعتذر عن البخاري في ذلك بأمرين الأول انه إنما اخرج له زيادة في حديث يتعلق بفضائل الاعمال (والثاني) انه لم يقصد التخريج له وإنما ساق الحديث المتصل وهو على شرطه ثم اتبعه بزيادة عبد الكريم لأنه سمعه هكذا كما وقع له قريب من ذلك في حديث صخر الغامدي في البيوع بالنسبة للحسن عمارة وفي حديث عبد الله بن زيد المازني في الاستسقاء بالنسبة للمسعودي وأما ما جزم به المقدسي في رجال الصحيحين ان الشيخين أخرجا لعبد الكريم هذا في كتاب الحج حديثه عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي في جلود البدن فهو وهم منه فإنه عند البخاري من رواية ابن جريج ومن رواية الثوري كلاهما عن عبد الكريم فصرح في رواية ابن جريج بأنه الجزري ولم ينسبه في رواية الثوري فأخرجه الإسماعيلي من طريق الثوري فقال في رواية ابن علية كلاهما عن عبد الكريم وصرح في كل من الروايتين انه الجزري.
وأخرجه من رواية أبي خيثمة زهير بن معاوية عن عبد الكريم ولم ينسبه لكن في سياقه ما يؤخذ منه انه الجزري والله أعلم وما رقم المؤلف على اسمه علامة التعليق فليس بجيد لان البخاري لم يعلق له شيئا بل هذه الكلمة الزائدة التي أشار إليها هي مسندة عنده إلى عبد الكريم وأما مسلم فقال المؤلف روى له في المتابعات وهذا الاطلاق يقتضي انه أخرج له عدة أحاديث وليس كذلك ليس له في كتابه سوى موضع واحد وقد قيل إنه ليس هو أبا أمية وإنما هو الجزري وقد قال الحافظ أبو محمد المنذري لم يخرج له مسلم شيئا أصلا لا متابعة ولا غيره وإنما أخرج لعبد الكريم الجزري وقال النسائي والدارقطني متروك.