" من شهد ان لا إله إلا الله " واستبدل في الحديث الثاني قوله:
[له ما للمسلم وعليه ما على المسلم] بمعناها في الحديث الأول [له ذمة الله وذمة رسوله] وزاد فلا تخفروا الله في ذمته والراجح أنها من إدراج أنس.
وهكذا فقد تبين أن الحديث قد يصح سنده ويعتل متنه بإحدى العلل التي غالبا ما تكون من تصرف أحد الرواة كالايجاز والاختصار والرواية بالمعنى أو بالمفهوم أو بالابدال أو أن يدخل متنها التدليس فأنت ترى أن ابن جريج مع كونه ثقة إلا أنه دلس المتن. في حديث (من مات مرابطا مات شهيدا) فرواة:
(من مات مريضا مات شهيدا).
وتوجد هناك أنواع أخرى سنتناولها في كتبنا قريبا إن شاء الله.
وهكذا مما سنتابع بإذن الله ومشيئته تفصيله وذكره بعد ذلك.
ولك ان تعلم كيف كانت قضية السند من حيث صحتها ليست كافية وحدها للحكم على الحديث بمطلق الصحة فقد قال السيوطي وابن الصلاح (ليس كل ما صح سنده يصح متنه). فمن كتاب علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح ص 6 قال الحافظ ابن الصلاح:
ومتى قالوا هذا حديث صحيح فمعناه أنه اتصل سنده مع سائر الأوصاف المذكورة (أي في علم الرجال) وليس من شرطه ان يكون مقطوعا به في نفس الامر (أي في صحة المتن) وكذلك إذ قد يكون صدقا في نفس الامر (أي المتن) انما المراد إسناده على الشرط المذكور (أي في علم الاسناد).
وكذلك نقل ابن الصلاح في فتاويه قال - وقد قالت الأئمة في الحديث:
حديث صحيح الاسناد ضعيف المتن، وحديث ضعيف الاسناد صحيح المتن.