سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٣٧٠
نافع، عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله قال: " إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى " متفق عليه (1).
263 - إقبال * جمال الدولة أمير الجيوش شرف الدين أبو الفضائل الحبشي المستنصري الشرابي.
جعل في سنة ست وعشرين وست مئة مقدم جيوش العراق، وأنشأ مدرسة في غاية الحسن في سنة ثمان وعشرين للشافعية، فدرس بها التاج الأرموي، ثم أنشأ مدرسة أخرى سنة اثنتين وثلاثين، ودرس بها زين الدين أحمد بن نجا الواسطي، وأنشأ بمكة رباطا، وله معروف كثير، وفيه دين وخشوع، وله محاسن وجود، غمر وبذل للصلحاء والشعراء، والتقى التتار في سنة ثلاث وأربعين فهزمهم، فعظم بذلك وارتفع قدره وصار من أكبر الملوك، إلى أن توجه في خذمة المستعصم نحو الحلة لزيارة المشهد (2)، فمرض إقبال في الحلة، فيقال سقي في تفاحة، فلما أكلها أحس بالشر. رجع إلى بغداد منحدرا في شوال سنة ثلاث وخمسين وست مئة فتوفي بها (3).

(1) قال شعيب: هو في البخاري (1922) و (1962) ومسلم (1102)، وأخرجه مالك 1 / 300، وأبو داود (2360) والبيهقي 4 / 281، 282.
* الفخري في الآداب السلطانية: 22 - 27، 243، الحوادث الجامعة: 308، عيون التواريخ 20 / 84 - 85، العسجد المسبوك 612 - 613، النجوم الزاهرة: 7 / 51، الدارس في أخبار المدارس: 1 / 159 - 160، شذرات الذهب: 5 / 261، وقد كتب المرحوم الدكتور ناجي معروف رسالة بعنوان (حياة اقبال الشرابي) مطبعة الارشاد بغداد 1966 في 108 صفحات، والف كتاب (المدارس الشرابية ببغداد وواسط ومكة (الطبعة الثانية بمطبعة دار الشعب بالقاهرة 1367 / 1977) في 512 صفحة.
(2) يعني: مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(3) في العسجد المسبوك أنه توفي في يوم الاثنين السابع والعشرين من شوال، وقد جعل ابن تغري بردي وفاته سنة 655.
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»