سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٣٥٦
أبعده السلطان، فوفد على صاحب حلب الملك الناصر، ثم في آخر أمره افتقر وباع كتبه، وكان ذا مكارم وأخلاق.
توفي (1) سنة ست وخمسين وست مئة، في ذي القعدة.
256 - الملك الرحيم * السلطان بدر الدين أبو الفضائل لؤلؤ الأرمني النوري الأتابكي مملوك السلطان نور الدين أرسلان شاه ابن السلطان عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي بن أقسنقر صاحب الموصل.
كان من أعز مماليك نور الدين عليه، وصيره أستاذ داره وأمره، فلما توفي تملك ابنه القاهر، وفي سنة وفاة الملك العادل سلطن القاهر عز الدين مسعود ولده ومات رحمه الله، فنهض لؤلؤ بتدبير المملكة، والصبي وأخوه صورة، وهما ابنا بنت مظفر الدنى صاحب إربل، أقامهما لؤلؤ واحدا بعد واحد، ثم تسلطن هو في سنة ثلاثين وست مئة.
وكان بطلا شجاعا حازما مدبرا سائسا جبارا ظلوما، ومع هذا فكان محببا إلى الرعية، فيه كرم ورئاسة، وكان من أحسن الرجال شكلا، وكان يبذل للقصاد ويداري ويتحرز ويصانع التتار وملوك الاسلام، وكان عظيم

(١) ذكر ابن خلكان أن البهاء زهيرا توفي قبيل المغرب يوم الأحد رابع ذي القعدة، وذكر الحسيني أنه توفي في عشية الخامس منه، أما اليونيني فقد ذكر أنه توفي قبل المغرب من يوم الأحد رابع ذي القعدة قال: وقيل: خامسه.
* سيرته مشهورة في الكتب التي تناولت تاريخ هذه الحقبة منها: ذيل الروضتين:
٢٠٣، كنز الدرر وجامع الغرر للداوداري: ٨ / ٤٤، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا ٣٠١٣) ج ٢٠ الورقة ١٧١، دول الاسلام: ٢ / ١٢٢، العبر ٥ / ٢٤٠، عيون التواريخ: ٢٠ / ٢١٦ مرآة الجنان: ٤ / ١٤٨، البداية والنهاية: ١٣ / 213، النجوم الزاهرة: 7 / 70، شذرات الذهب: 5 / 289.
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»