سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٦٧
السلفي، ولزمه سنوات، وأكثر عنه، وانقطع إليه، وأسمع ولده محمدا منه، وسمع أيضا من القاضي أبي عبيد نعمة بن زيادة الله الغفاري، حدثه بأكثر " صحيح البخاري " عن عيسى بن أبي ذر الهروي ثم السروي (1)، وسماعه منه " للصحيح " سوى قطعة من آخره في سنة ثمان وخمسين.
وسمع من بدر الخذاداذي، وعبد الرحمن بن خلف الله المقرئ، وأبي محمد العثماني، وعبد الله بن بري النحوي، وعلي بن هبة الله الكاملي، ومحمد بن علي الرحبي وخلق كثير بالثغر ومصر والحرمين.
وجمع وصنف وتصدر للاشغال، وناب في الحكم بالإسكندرية مدة، ثم درس بمدرسته التي هناك مدة، ثم إنه تحول إلى القاهرة، ودرس بالمدرسة التي أنشأها الصاحب ابن شكر، وإلى أن مات. وكان مقدما في المذهب، وفي الحديث، له تصانيف محررة، رأيت له في سنة ست وثمانين كتاب " الصيام " بالأسانيد، وله " الأربعون في طبقات الحفاظ "، ولما رأيتها تحركت همتي إلى جمع الحفاظ وأحوالهم.
وكان ذا دين وورع وتصون وعدالة وأخلاق رضية ومشاركة في الفضل قوية.
ذكره تلميذه الحافظ أبو محمد المنذري، وبالغ في توقيره وتوثيقه وقال (2): رحل إلى مصر في سنة أربع وسبعين، فسمع محمد بن علي

(1) منسوب إلى سراة بني شبابة، وهو أبو مكتوم عيسى ابن الحافظ أبي ذر عبد الرحمان بن أحمد الهروي ثم السروي الحجازي المشهور برواية " صحيح البخاري " عن أبيه أبي ذر، وتوفي سنة 497 كما في العبر والشذرات وغيرهما في سنة وفاته.
(2) التكملة: 2 / الترجمة 1354 بتصرف.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»