سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٤٠
ومن شعر التاج الكندي:
دع المنجم يكبو في ضلالته * إن ادعى علم ما يجري به الفلك تفرد الله بالعلم القديم فلا ال‍ * إنسان يشركه فيه ولا الملك أعد للرزق من اشراكه شركا * وبئست العدتان: الشرك والشرك وله:
أرى المرء يهوى أن تطول حياته * وفي طولها إرهاق ذل وإزهاق تمنيت في عصر الشبيبة أنني * أعمر والأعمار لا شك أرزاق فلما أتى ما قد تمنيت ساءني * من العمر ما قد كنت أهوى واشتاق يخيل في فكري إذا كنت خاليا * ركوبي على الأعناق والسير إعناق ويذكرني مر النسيم وروحه * حفائر تعلوها من الترب أطباق وها أنافي إحدى وتسعين حجة * لها في إرعاد مخوف وإبراق يقولون ترياق لمثلك * نافع ومالي إلا رحمة الله ترياق ومن شعره قوله:
لبست من الأعمار تسعين حجة * وعندي رجاء بالزيادة مولع وقد أقبلت إحدى وتسعون بعدها * ونفسي إلى خمس وست تطلع ولا غرو أن آتي هنيدة (1) سالما * فقد يدرك الانسان ما يتوقع وقد كان في عصري رجال عرفتهم * حبوها وبالآمال فيها تمتعوا وما عاف قبلي عاقل طول عمره * ولا لامه من فيه للعقل موضع قال الأنماطي: توفي الكندي يوم الاثنين سادس شوال سنة ثلاث عشرة وست مئة، وأمهم عليه قاضي القضاة جمال الدين ابن الحرستاني، ثم

(1) الهنيدة: اسم للمئة الإبل خاصة.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»