سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٣٩
وشاهدت له فتيا في القرآن تدل على خير وتقدير جيد، لكنها تخالف طريقة أبي الحسن (1) فلعل القفطي قصد أنه حنبلي العقد، وهذا شئ قد سمج القول فيه، فكل من قصد الحق من هذه الأمة فالله يغفر له، أعاذنا الله من الهوى والنفس.
وقال الموفق عبد اللطيف: اجتمعت بالكندي، وجرى بيننا مباحثات، وكان شيخا بهيا ذكيا مثريا، له جانب من السلطان، لكنه كان معجبا بنفسه، مؤذيا لجليسه.
قلت أذاه لهذا القائل أنه لقبه بالمطحن.
قال: وجرت بيننا مباحثات فأظهرني الله عليه في مسائل كثيرة، ثم إني أهملت جانبه.
ومن شعر السخاوي فيه:
لم يكن في عصر عمرو (2) مثله * وكذا الكندي في آخر عصر فهما زيد وعمرو إنما * بني النحو على زيد وعمرو ولأبي شجاع ابن الدهان فيه:
يا زيد زادك ربي من مواهبه * نعمى يقصر عن إدراكها الأمل لا بدل (3) الله حالا قد حباك بها * ما دار بين النحاة الحال والبدل النحو أنت أحق العالمين به * أليس باسمك فيه يضرب المثل؟

(1) الأشعري.
(2) أي سيبويه.
(3) في وفيات ابن خلكان: " لا غير ".
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»