سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٢٠٣
وأهلك وزير العراق ظهير الدين ابن العطار (1) فعرفت الغوغاء بجنازته فرجموه، فهرب الحمالون فأخرج من تابوته، وسحب، فتعرى من الأكفان، وطافوا به، نسأل الله الستر، وكان جبارا عنيدا.
أنبأني عز الدين ابن البزوري في " تاريخه " (2) قال " حكى التيمي، قال: كنت بحضرة ابن العطار، وقد ورد عليه شيخ فوعظه بكلام لطيف ونهاه، فقال: أخرجوه الكلب سحبا، وكرر ذلك، وقيل: هو الذي دس الباطنية على الوزير عضد الدين ابن رئيس الرؤساء حتى قتلوه (3). وبقي الناصر يركب ويتصيد.
وفي سنة 78 (4): نازل السلطان (5) الموصل محاصرا، فبعث إليه الخليفة يلومه.
وفيها افتتح صاحب الروم مدينة للنصارى، وافتتح صلاح الدين حران وسروج ونصيبين والرقة والبيرة (6).

(1) أبو بكر منصور بن نصر المعروف بابن العطار، وقد أخرج ميتا في ليلة الثامن عشر من ذي القعدة سنة 575 فانظر الكامل لابن الأثير: 11 / 459 - 460 (بيروت).
(2) توفي ابن البزوري سنة 694، وقد ذكره الذهبي في معجم شيوخه (م 2 / الورقة:
28) وذكر أنه ذيل به على " المنتظم " لابن الجوزي فأفاد وأجاد، وقد ذهب أكثر هذا التاريخ في الوقعة الغازانية على دمشق سنة 699 وأفاد منه الذهبي في كتبه (وانظر تاريخ الاسلام، الورقة:
198 من نسخة حلب).
(3) وذلك سنة 573 كما هو مشهور.
(4) يعني سنة 578 وسيتكرر مثل هذا.
(5) يعني صلاح الدين يوسف - رضي الله عنه - وانظر كامل ابن الأثير: 11 / 485 - 487.
(6) انظر العبر: 4 / 232.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»