سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٢٠٠
عمل دعوة وغسل يده قبل أضيافه فطالعه صاحب الخبر، فكتب (1) في جواب ذلك: " سوء أدب من صاحب الدار وفضول من كاتب المطالعة ".
قال (2): وكان ردئ السيرة في الرعية، مائلا إلى الظلم والعسف، فخربت في أيامه العراق وتفرق أهلها وأخذ أملاكهم، وكان يفعل أفعالا متضادة، ويتشيع بخلاف آبائه (3).
قال: وبلغني أن رجلا كان يرى صحة خلافة يزيد، فأحضره ليعاقبه، فسأله: ما تقول في خلافة يزيد؟ قال: أنا أقول لا ينعزل بارتكاب الفسق، فأعرض عنه، وأمر بإطلاقه، وخاف من المحاققة.
قال (4): وسئل ابن الجوزي والخليفة يسمع: " من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم (5)؟ قال: " أفضلهم بعده من كانت بنته تحته ". وهذا جواب جيد يصدق على أبي بكر وعلى علي. قيل (6): كتب إلى الناصر خادم اسمه يمن يتعتب، فوقع فيها (7): " بمن يمن يمن، ثمن يمن ثمن " (8).

(1) يعني الناصر.
(2) مفرج الكروب 4 / 163.
(3) قوله يتشيع بخلاف آبائه " نقل الذهبي معناها من مفرج الكروب بعد أزيد من صفحتين من كلامه السابق (4 / 166)، قال ابن واصل: " وكان الناصر لدين الله يتشيع ويميل إلى مذهب الإمامية ، وهو خلاف ما كان عليه آباؤه من القادر إلى المستضئ فإنهم كانوا يذهبون مذهب السلف، وللقادر عقيدة مشهورة في ذلك ".
(4) مفرج الكروب: 4 / 166 - 167.
(5) كانت غاية السائل أن يجيب ابن الجوزي صريحا بما يخالف رأي الخليفة، فأتى بهذا الامر الموهم خوفا منه.
(6) مفرج الكروب: 4 / 170.
(7) كتب الخليفة التوقيع من غير نقط، وهذا هو المقصود من الحكاية، لأنها استعصت على جماعة بسبب تشابه الصورة وعدم النقط.
(8) يضيف بعضهم إليها صورة أخرى فتكون " ثمن ثمن " بدل " الثمن "، كما في الوافي للصفدي: 6 / 315، وفي المطبوع من مفرج الكروب، لكنها في " مفرج الكروب " مضطربة بسبب المحققين.
للصفدي: 6 / 315، وفي المطبوع من مفرج الكروب، لكنها في " مفرج الكروب " مضطربة بسبب المحققين.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»