سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٨٠
[الحديد: 23].
وقيل: أحضر بين يديه طبق تمر، فبقي ينقي لنفسه الحشف يأكله، ويقول: أنا أحق بالدون، فإني مثله دون.
وكان لا يجمع بين لبس قميصين، ولا يأكل إلا بعد يومين أو ثلاثة أكلة، وإذا غسل ثوبه، ينزل في الشط كما هو قائم يفركه، ثم يقف في الشمس حتى ينشف، وإذا ورد ضيف، يدور على بيوت أصحابه يجمع الطعام في مئزر.
وعنه قال: الفقير المتمكن إذا سأل حاجة، وقضيت له، نقص تمكنه درجة.
وكان لا يقوم للرؤساء، ويقول: النظر إلى وجوههم يقسي القلب.
وكان كثير الاستغفار، عالي المقدار، رقيق القلب، غزير الاخلاص.
توفي سنة ثمان وسبعين وخمس مئة في جمادى الأولى رحمه الله (1).

(1) وقال المؤلف في (العبر) بعد هذا المدح الكثير: (ولكن أصحابه فيهم الجيد والردئ، وقد كثر الزغل فيهم، وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات، وهذا لا عرفه الشيخ ولا صلحاء أصحابه، فنعوذ بالله من الشيطان) (4 / 233). وقال في (تاريخ الاسلام): (ولهم أحوال عجيبة من أكل الحيات حية، والنزول في التنانير وهي تتضرم نارا، والدخول إلى الأفرنة، وينام الواحد منهم في جانب الفرن، والخباز يخبز في الجانب الآخر، وتوقد لهم النار العظيمة، ويقام السماع فيرقصون عليها إلى أن تنطفئ) (الورقة: 74 أحمد الثالث 2917 / 14).
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»