سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٩٩
قال الأبار (1): عني بالرأي وحفظه، وولي خطة الشورى وهو ابن نيف (2) وعشرين سنة، وذلك في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة، وتقلد قضاء مرسية وشاطبة مرات، وكان بصيرا بمذهب مالك، عاكفا على نشره، فصيحا، حسن البيان، عدلا، جزلا، عريقا في النباهة والوجاهة.
صنف كتاب (نتائج الأفكار (3) في معاني الآثار) ألفه عندما أوقع السلطان بالمالكية، وأمر بإحراق المدونة، وله (إقليد الاقليد (4) المؤدي إلى النظر السديد).
قرأ عليه أبو محمد بن حوط الله (الموطأ) بسماعه من أبيه عن جده قراءة. وتكلم فيه بعض الناس بكلام لا يقدح فيه (5).
وحدث عنه أبو عمر بن عات وأبو علي بن زلال. وكتب إلي بالإجازة، وأنا ابن عامين، وهو أعلى شيوخي إسنادا.
مات بمرسية في المحرم سنة تسع وتسعين وخمس مئة عن نيف وثمانين سنة.
وقال أبو الربيع بن سالم: ظهر منه في باب الرواية اضطراب طرق الظنة إليه، وأطلق الألسنة عليه.
قلت: وقد سمع ابن الزبير (التيسير) من أبي عبد الله بن جوبر بسماعه منه.

(1) (التكملة): 2 / 562 (2) الذي قاله الأبار: وسنه لا يزيد على إحدى وعشرين.
(3) هكذا في النسختين، وفي المطبوع من (التكملة): (الابكار) (4) هكذا هو، وفي (التكملة الأبارية) و (تاريخ الاسلام) للذهبي: (التقليد) (5) تكلم ابن الأبار في هذا كلاما جيدا يدل على غزارة علم وفضل فراجعه.
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»