سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣١٦
وورد عليه أمراء من مصر، فأقطع واحدا تسعة آلاف دينار (1).
وكان لا يقول بالعصمة في ابن تومرت (2).
وسأل فقيها (3): ما قرأت؟ قال: تواليف الامام (4)، قال:
فزورني (5)، وقال: ما كذا يقول الطالب! حكمك أن تقول: قرأت كتاب الله، وقرأت من السنة، ثم بعد ذا قل ما شئت.
قال تاج الدين ابن حمويه: دخلت مراكش في أيام يعقوب (6)، فلقد كانت الدنيا بسيادته مجملة، يقصد لفضله ولعدله ولبذله وحسن معتقده، فأعذب موردي، وأنجح مقصدي، وكانت مجالسه مزينة بحضور العلماء والفضلاء، تفتتح بالتلاوة ثم بالحديث، ثم يدعو هو، وكان يجيد حفظ القرآن، ويحفظ الحديث، ويتكلم في الفقه، ويناظر، وينسبونه إلى مذهب الظاهر. وكان فصيحا، مهيبا، حسن الصورة، تام الخلقة، لا يرى منه اكفهرار، ولا عن مجالسه إعراض، بزي الزهاد والعلماء، وعليه جلالة الملوك، صنف في العبادات، وله (فتاو)، وبلغني أن السودان قدموا له

(١) انظر تفاصيل ذلك في (المعجب): ٣٦٥ - ٣٦٦.
(٢) كانت العامة تعتقد أن ابن تومرت هو المهدي.
(٣) هذا الفقيه هو أبو بكر بن هاني الجياني، وأصل الحكاية مفصلة عند عبد الواحد في (المعجب) وهو الذي رواها عن هذا الفقيه: ٣٦٩.
(٤) يعني ابن تومرت.
(٥) في أصل (المعجب): فنظر إلي نظرة المغضب.
(٦) زار تاج الدين عبد الله بن عمر بن حمويه المغرب سنة ٥٩٣ وعاش في بلاط الموحدين وكان على صلة وثيقة بيعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن وبقي هناك إلى سنة ٦٠٠ فدون مذكراته في كتاب نقل منه الذهبي كثيرا في كتبه (الذهبي ومنهجه: ٤٠٨) وقد وقف عليه ابن خلكان أيضا سنة ٦٦٨ ونقل منه في (الوفيات) (راجع (الوفيات): 7 / 5) وتوفي تاج الدين هذا سنة 642 (السبط في (المرآة): 8 / 748 والمقري في (نفح الطيب): 2 / 707 وكتب الذهبي في سنة وفاته).
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»