سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٢٩٠
القلوب الحناجر، وقد ودعت أباك ومخدومي وداعا لا تلاقي بعده (1)، وقبلت وجهه عني وعنك، وأسلمته إلى الله وحده (2) مغلوب الحيلة، ضعيف القوة، راضيا عن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وبالباب من الجنود المجندة، والأسلحة المعمدة (3) ما لم يدفع البلاء، ولا ما (4) يرد القضاء، تدمع (5) العين، ويخشع القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بك يا يوسف لمحزونون (6). وأما الوصايا، فما تحتاج إليها، والآراء، فقد شغلني المصاب عنها، وأما لائح الامر، فإنه إن وقع اتفاق، فما عدمتم إلا شخصه الكريم، وإن كان غير ذلك، فالمصائب المستقبلة أهونها موته (7).
وللعلم الشاتاني (8) فيه قصيدة مطلعها.
أرى النصر مقرونا برايتك الصفرا * فسر واملك الدنيا فأنت بها أحرى

(١) ابن خلكان: وقد.
(٢) ابن خلكان: إلى الله تعالى.
(٣) ابن خلكان: المعدة.
(٤) ابن خلكان: ملك.
(٥) ابن خلكان: وتدمع.
(٦) ابن خلكان: وإنا عليك محزونون يا يوسف.
(٧) يضيف ابن خلكان: وهو الهول العظيم، والسلام.
(٨) هو علم الدين أبو علي الحسن بن سعيد بن عبد الله الشاتاني الأديب، ينسب إلى قلعة شاتان بلدة بنواحي ديار بكر. ولد سنة ٥١٠، وقدم بغداد، وتفقه بالمدرسة النظامية، وسمع الشيوخ، وسافر إلى دمشق غير مرة، واستوطن الموصل، وتوفي سنة ٥٧٩ كما في (تاريخ الاسلام) للذهبي، الورقة: ٧٨ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ١٤) و (طبقات) السبكي: ٧ / ٦١.
وترجم له العماد في القسم الشامي من الخريدة: ٢ / ٣٦١، وأبو شامة في الروضتين:
١ / ٢٧١، وياقوت في (شاتان) من معجم البلدان: ٣ / 226 وابن الفوطي في تلخيصه: 4 / الترجمة: 837 وتصحف فيه وفاته إلى سنة 599، وغيرهم. وقد وقعت نسبته في أصل مخطوطتنا: الساتاني - بالسين المهملة - وهو تصحيف.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»