سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٢٥٢
وسمع (صحيح مسلم) من أبي عبد الله بن زغيبة، وسمع من أبي القاسم بن ورد، وأبي الحسن بن موهب، و [لقي] (1) أبا الحسن بن مغيث لقيه بقرطبة، وأبا القاسم بن بقي، وأبا عبد الله بن مكي، وأبا جعفر البطروجي سمع منه (سنن النسائي) عاليا، وأبا بكر ابن العربي، وأبا الحسن شريحا، وتلا عليه بالسبع، وقرأ عليه (صحيح البخاري) سنة أربع وثلاثين، وعني بالحديث، وتقدم فيه.
قال الأبار (2): كان غاية في الورع والصلاح والعدالة. ولي خطابة المرية، ودعي إلى القضاء، فأبى، ولما تغلب العدو، نزح إلى مرسية، وضاقت حاله، فتحول إلى فاس، ثم إلى سبتة، فتصدر بها، وبعد صيته، ورحل إليه الناس، وطلب إلى السلطان بمراكش ليأخذ عنه، فبقي بها مدة، ورجع، حدثنا عنه عالم من الجلة (3)، سمعت أبا الربيع بن سالم يقول:
صادف وقت وفاته قحط، فلما وضعت جنازته، توسلوا به إلى الله، فسقوا، وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلا في الوحل.
قال: وهو رأس الصالحين، ورسيس الاثبات الصادقين، حالف عمره الورع، وسمع من العلم الكثير، وأسمع (4)، وكان ابن حبيش شيخنا كثيرا ما يقول: لم تخرج المرية أفضل منه، وكان (5) زمانا يخبر أنه يموت في

(1) إضافة يقتضيها السياق، وهي في (تاريخ الاسلام).
(2) (التكملة): 2 / 869 - 871 وقد اختصر الذهبي النص وانتقى منه بأسلوبه.
(3) في (التكملة الأبارية): (حدث عنه عالم من الجلة الاعلام بالأندلس والعدوة، فيهم عدة من شيوخنا وغيرهم).
(4) من قوله: (وقال) إلى هذا الموضع لم أجده في المطبوع من (التكملة) الأبارية، فكأنه ساقط منها؟
(5) نقل ابن الأبار خبر الرؤية عن شيخه أبي الربيع بن سالم.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»