سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٢٢٢
وقال المنذري (1): سمع منه جماعة من رفقائنا، وكتب الكثير، وخطه في غاية الجودة. ولي ديوان النظر في الدولة المصرية، وتقلب في الخدم، وعاش تسعا وثمانين سنة.
قال الموفق عبد اللطيف: كان أسمر طوالا رقيقا، له أدب وترسل، وكان صاحب الديوان، والقاضي الفاضل، ممن يغشى بابه ويمتدحه، ويفخر بالوصول إليه، فلما جاءت الدولة الصلاحية، قال الفاضل: هذا رجل كبير القدر ينبغي أن يجرى عليه ما يكفيه، ويجلس في بيته، ففعل ذلك، ثم توجه إلى اليمن، ووزر بها، وترسل إلى بغداد، فعظم وبجل، ولما صرت إلى مصر، وجدت ابن بنان في ضنك، وعليه دين ثقيل أدى أمره إلى أن حبسه الحاكم بالجامع، وكان ينتقص بالقاضي الفاضل، ويراه بالعين الأولى (2)، فقصر الفاضل في حقه، وكان الدين لأعجمي، فصعد إليه إلى سطح الجامع، وسفه عليه، وقبض عليه لحيته وضربه، ففر، وألقى نفسه من السطح، فتهشم، فحمل إلى داره، ومات بعد أيام، فسير الفاضل لتجهيزه خمسة عشر دينارا مع ولده، ثم إن الفاضل مات بعد ثلاثة أيام فجاءة.
مات ابن بنان في ثالث ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمس مئة.

(1) (التكملة)، الترجمة: 525 وتصرف في النص على عادته ومنها قوله: (وعاش تسعا وثمانين سنة) فإن الزكي المنذري لم يذكر مثل هذه العبارة، بل ذكر أنه ولد بالقاهرة سنه 507، وأنه توفي في ليلة الثالث من شهر ربيع الآخر سنة 596 فطرح الذهبي ذلك من هذا، واستخرج عمره، ونسبه إلى المنذري! وهذه طريقته رحمه الله.
(2) يعني حينما كان ابن بنان صاحب سلطان بالدولة المصرية.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»