سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٢٢٥
الخل، وهو (1) المبارك بن أبي البركات.
ولد سنة نيف وخمس مئة.
وسمع من: هبة الله بن الحصين، وقاضي المارستان.
حدث عنه: أحمد بن أحمد البندنيجي، وغيره.
كان ذا جاه وحشمة لكونه أدب أولاد الناصر لدين الله.
قال ابن النجار: شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي في سنة ثلاثين وخمس مئة، ثم درس بمدرسة شيخه ابن الخل بعده (2)، ثم (3) ولي النظامية في سنة إحدى وثمانين (3). وكان إمام وقته في العلم والدين والزهد والورع، لازم ابن الخل حتى برع في المذهب والخلاف. إلى أن قال:
وكان من الورع والزهد والعفة والنزاهة والسمت على طريقة اشتهر بها، وكان أكتب أهل زمانه لطريقة ابن البواب، وعليه كتب الظاهر بأمر الله.

(1) (وهو) يعني المترجم له، ذكرنا ذلك خوف اللبس من أن يتوهم القارئ أن ذلك يعود لابن الخل. أما أبو الحسن ابن الخل، فهو: محمد بن المبارك بن محمد العكبري المتوفى سنة 552، وكان من كبار فقهاء الشافعية، ذكره ابن الجوزي في المنتظم: 10 / 179، وابن الأثير في الكامل: 11 / 88، والذهبي في كتبه ومنها العبر: 4 / 150، والسبكي في طبقاته: 6 / 176، وابن كثير في البداية: 12 / 237، والبدر العيني في عقد الجمان: 16 / الورقة: 293 وغيرهم.
(2) هي المدرسة المعروفة أيضا بالمدرسة الكمالية، نسبة إلى منشئها كمال الدين أبي الفتوح حمزة بن علي المعروف بابن البقشلام أو البقشلان المتوفى سنة 556، وكان ابن الخل هو الذي رتب فيها مدرسا، لذلك عرفت به أيضا (راجع ابن الجوزي في (المنتظم): 10 / 179، 199، 203 والمصادر التي ذكرناها في الهامش السابق لترجمة ابن الخل).
(3) تولى قبل ذلك أيضا التدريس بالمدرسة الثقتية التي كانت على دجلة تحت دار الخلافة، وهي منسوبة إلى ثقة الدولة ابن الدريني المتوفى سنة 549 (انظر (تكملة) المنذري وتعليقنا عليها).
(4) وبقي مدرسها إلى حين وفاته.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»