سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٢١٩
ولهم سير وأحوال.
وقيل: إن محمودا طرد الغز عن مرو، وتملكها، ثم تحزبوا عليه، وكسروه، وقتلوا فرسانه، فاستنجد بالخطا، وأقبل بعسكر عظيم، وأخرج الغز عن سرخس، ونسا، ومرو، وأبيورد، وتملك ذلك.
ثم إنه كاتب غياث الدين الغوري، ليسلم إليه هراة، وبعث إليه الغياث يأمره أن يخطب له، فأبى، وشن الغارات، وظلم، وتمرد، فأقبل الغوري لحرب محمود، فتقهقر، وجمع، فتحزب له غياث الدين، وأخوه صاحب الهند شهاب الدين، ثم التقى الجمعان، فتفلل جمع محمود، وتحصن هو بمرو، فبادر أخوه تكش، وآذى محمودا، وضايقه حتى كل، وخاطر، وسار إلى خدمة الغياث، فبالغ في احترامه، وأنزله معه، فبعث تكش إلى الغياث يأمره باعتقال أخيه، فأبى، فبعث يتوعده، فتهيأ الغياث لقصده. وأما محمود، فمات في سلخ رمضان سنة تسع وثمانين وخمس مئة، فأحسن الغياث إلى أجناد محمود، واستخدمهم.
109 - أبو مدين * شعيب بن حسين الأندلسي الزاهد، شيخ أهل المغرب، كان من أهل حصن منتوجت (1) من عمل إشبيلية.
جال وساح، واستوطن بجاية مدة، ثم تلمسان.

* ترجم له ابن الأبار في التكملة: 3 / الورقة: 199، والذهبي في تاريخ الاسلام، الورقة: 170 (أحمد الثالث 2917 / 14).
(1) هكذا في الأصل، وفي نسخة (التكملة الأبارية)، وهي نسخة دقيقة نفيسة:
(منتوجب) - بالباء الموحدة -
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»