سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٥٧٣
محمد بن عبد الرحمن الحميري بمصر، حدثنا خالد بن نجيح، حدثنا سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن فأفأة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ".
وقرأته بمصر على أبي المعالي أحمد بن إسحاق، أخبرنا عبد السلام بن فتحة السرفولي، حدثنا برقوه سنة ثمان عشرة وست مئة حضورا، أخبرنا شهردار بن شيرويه الديلمي سنة 554، أخبرنا أحمد ابن عمر البيع، أخبرنا حميد بن مأمون، أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي في كتاب " الألقاب " له، فذكره ثم قال: وفأفأة هو أبو معاوية الضرير. وقال ابن ماكولا: بل هو إسماعيل الكندي شيخ لبقية.
والحديث ففي " صحيح " البخاري (1): حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن الأعمش، فهو يعلو لنا بدرجات، فكأني لقيت فيه الشيرازي.
قال شيرويه الديلمي في كتاب " الطبقات " له: كان الأمير أبو نصر يعرف بالوزير سعد الملك ابن ماكولا، قدم رسولا مرارا. سمعت منه، وكان حافظا متقنا، عني بهذا الشأن، ولم يكن في زمانه بعد الخطيب

(1) رقم (393) في الجنائز: باب ما ينهى عن سب الأموات، وأخرجه أيضا (6516) في الرقاق من طريق علي بن الجعد عن شعبة به، وهو في سنن أبي داود (4899) والنسائي 4 / 52، 53. وقوله: " أفضوا " أي: وصلوا إلى ما عملوا من خير أو شر، واستدل بهذا الحديث على منع سب الأموات مطلقا، قال الحافظ ابن؟ جر: وأصح ما قيل في ذلك أن أموات الكفار والفساق يجوز ذكر؟ ساوئهم للتحذير منهم، والتنفير عنهم وأن عموم قوله: " لا تسبوا الأموات " مخصوص بحديث أنس عند البخاري (1367) ومسلم (949) حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم عند ثنائهم بالخير والشر:
" وجبت وأنتم شهداء الله في الأرض " ولم ينكر عليهم، وقد اتفق العلماء على جواز جرح المجروحين من الرواة أحياء وأمواتا.
(٥٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 568 569 570 571 572 573 574 575 576 577 578 ... » »»