سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٤٥٧
فخرا - وكان ينشد الاشعار المليحة، ويوردها، ويحفظ منها الكثير (1).
وعنه قال: العلم الذي لا ينتفع به صاحبه أن يكون الرجل عالما ولا يكون عاملا (2).
وقال: الجاهل بالعالم يقتدي، فإذا كان العالم لا يعمل، فالجاهل ما يرجو من نفسه؟ فالله الله يا أولادي! نعوذ بالله من علم يصير حجة علينا (3).
قيل: إن عبد الرحيم بن القشيري جلس بجنب الشيخ أبي إسحاق، فأحس بثقل في كمه، فقال: ما هذا يا سيدنا؟ قال: قرصي الملاح، وكان يحملهما في كمه للتكلف (4).
قال السمعاني: رأيت بخط أبي إسحاق رقعة فيها نسخة ما رآه أبو محمد المزيدي (5): رأيت في سنة ثمان وستين ليلة جمعة أبا إسحاق الفيروزآبادي في منامي يطير مع أصحابه في السماء الثالثة أو الرابعة، فتحيرت، وقلت في نفسي: هذا هو الشيخ الامام مع أصحابه يطير وأنا معهم، فكنت في هذه الفكرة إذ تلقى الشيخ ملك، وسلم عليه عن الرب تعالى، وقال: إن الله يقرأ عليك السلام، ويقول: ما تدرس لأصحابك؟ قال: أدرس ما نقل عن صاحب الشرع. قال له الملك: فاقرأ علي شيئا أسمعه. فقرأ عليه الشيخ مسألة لا أذكرها. ثم رجع الملك بعد ساعة إلى الشيخ، وقال: إن الله يقول:

(1) انظر " تهذيب الأسماء واللغات " 2 / 173، و " المجموع " 1 / 26.
(2) " طبقات " السبكي " 4 / 226.
(3) " طبقات " السبكي 4 / 226.
(4) الخبر بنحوه في " المنتظم " 9 / 7.
(5) كذا الأصل، وفي " طبقات " السبكي 4 / 226: أبو محمد عبد الله بن محمد بن نصر بن كاكا المؤيدي.
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»